بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة النصر والتعاون كان لا بد للجنتي «الانضباط» و«الفنية» باتحاد كرة القدم أن تصدرا قرارات حازمة تكون عبرة لمن لا يعتبر، وجاءت لها الفرصة لكي تجعل من نادي النصر «العبرة»، فهو بناية شاهقة بجدار قصير!! فهو نادٍ جماهيري كبير وشهير، لكنه بلا إعلام يناصره ظالما أو مظلوما ولا ممثلين في لجان اتحاد كرة القدم يحمون حقوقه، أما اللافت في الأمر فهو أن اللجنتين غربتا وشرقتا بغراماتهما التي ربما عدلت في قيمتها كل ما غرمته في تاريخها، لكن الشخص الوحيد الذي صنعت أخطاؤه المشكلة وخلقت أجواء التوتر وولدت ردة الفعل السلبية لم ينله شيء من الغرامة، بل على العكس ربما على موعد من الشارة الدولية بعد أيام، وكأنه يكافأ على أخطائه!! طبعا، ستلجأ لجنة الحكام لوصفتها السحرية في معالجة أخطاء حكامها، وستوقف الحكم عن التحكيم لبضع مباريات، ولكنها معالجة لا تعيد للفريق المنكوب هدفا ملغيا أو فوزا مسلوبا أو بطولة ضائعة!! بكل تأكيد، ما حصل عقب مباراة النصر والتعاون غير مقبول على الإطلاق، والتصرفات التي بدرت من بعض النصراويين في الملعب غير مبررة أبدا مهما بلغ حجم الضرر الذي لحق بفريقهم والظلم الذي أنتج ردة فعلهم، فهناك وسائل أكثر حضارية للتعبير عن الاحتجاج، لكن في المقابل هل يجوز أن تضع الأندية كل ما تنفقه من أموال طائلة وتبذله من عمل جماعي على كف مزاج حكم؟!