أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري أن الإيسيسكو اليوم بما وصلت إليه من تطوّر وما تنهض به من أعباء تعد ضرورة ٌ مهمة للعالم الإسلامي في هذا الوقت العصيب الذي كثرت فيه التحديات الحضارية ، وتفاقمت المشاكل التنموية، ودخل العالم الإسلامي في دوامة من الصراعات الإقليمية والمحلية التي تشكل عائقًا أمام الأولويات المطلوبة لبناء الأوطان وضمان كرامة الإنسان، ونشر العدل والمساواة في المجتمعات الإسلامية، وإقامة الحكم الرشيد المبنيّ على المشاركة الفاعلة والمسؤولة من جميع مكونات الأمة، ومواجهة السياسات الإسرائيلية الإجرامية التوسعية في فلسطينالمحتلة التي تتحدى المجتمعَ الدوليَّ بإقامة المستوطنات وتهويد القدس الشريف، واضطهاد الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقه في إقامة دولته المستقلة". وأبرز المدير العام للمنظمة في كلمة ألقاها خلال الحفل الذي أقيم اليوم بالعاصمة المغربية الرباط بمناسبة الذكرى الثلاثين لتاسيس المنظمة أن استمرار نجاح الإيسيسكو في عملها وتطوّره وتوسع مجالاته، وإسهامها في مواجهة هذه التحديات الجسام يتطلب دعمًا مستمرًا ورعاية دائمة من الدول الأعضاء كافة، وهو الأمر الذي يتحقق لها سنة بعد أخرى، ويتضح في واقع المنظمة وفيما تحظى به من تميّزٍ وعلوِّ مكانة و صدى في الساحتين الإسلامية والدولية. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري إن الإيسيسكو انطلقت في عملها الحضاري بعد انعقاد مؤتمرها التأسيسي في الثالث من شهر مايو عام 1982 في مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة المغربية بخطابٍ ألقاه المغفور له الملك الحسن الثاني، في الجلسة الختامية للمؤتمر وكان خريطة طريقٍ ومنهاجَ عملٍ لها . وذكر التويجري أن قيادة هذه المنظمة تمت على يد عالم جليل وشخصية متميزة وسياسيٌّ محنك هو الأستاذ المغربي عبد الهادي بوطالب الذي بذل جهودًا كبيرة في تأسيس المنظمة ، ووضع خطط عملها الأولية وبناء هياكلها الوظيفية والانطلاق بها في ميادين العطاء المثمر والعمل المنتج . واضاف الدكتور التويجري " اليوم مرت ثلاثين سنة على تأسيس منظمة الإيسيسكو وقد استوت على عودها، وترسخت دعائمها وانتشر إشعاعها في الدول الأعضاء وفي المحافل الدولية لتصبح الضميرَ الثقافيَّ للعالم الإسلامي. وذكر مدير عام المنظمة أن حصيلة إنجازات الإيسيسكو تدل على التوسع الكبير في مجالات عملها وعلاقاتها الدولية ومسؤولياتها التخصصية مشيرا إلى أن الإيسيسكو نفذت منذ إنشائها خطة عمل تأسيسية وخطة عمل ثنائية وتسعَ خطط عمل ثلاثية، وثلاث خطط متوسطة المدى، ووضعت خمسَ عشرة استراتيجية قطاعية، وأنشأت مكتبين إقليميين لها وخمسة مراكز تربوية في عدد من الدول الأعضاء، وأصدرت 813 كتابًا في حقول معرفية متعددة، ونفذت 3049 نشاطًا متخصصًا، وقدمت 2908 منحة دراسية لطلاب من الدول الأعضاء لمواصلة دراساتهم الجامعية والعليا، ووضعت برامج حضارية كبرى، منها البرنامج الخاص لمحو الأمية والتكوين الأساسي، وبرنامج كتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف القرآني، وبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، وبرنامج الإيسيسكو لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية، وعينت سفراء لها للحوار بين الثقافات والحضارات، وارتبطت بعلاقات شراكة مع مبادرة تحالف الحضارات التي ترعاها الأممالمتحدة، ومع أكثر من 190 منظمة وهيئة دولية وإقليمية في جميع أنحاء العالم، وشيّدت مقرها الدائم الذي وفر لها خدمات كبيرة ومهمة للقيام بعملها على خير وجه. وقد أقيم اليوم في المقر الدائم للايسسكو حفل كبير للذكرى الثلاثين لتأسيس المنظمة و ذلك تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس و بحضور رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بنكيران و عدد من الوزراء و رؤساء البعثات الدبلوماسية بالمغرب و عدد من الشخصيات السياسية و الثقافية و العلمية و الاعلامية. // انتهى //