تعتبر مدينة صيدا الجنوبية اللبنانية أو صيدون مدينة ذات تاريخ طويل يزخر بالعراقة والإنجازات فقد لعب موقع المدينة وفقا لنقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي دورا متميزا على مختلف الصعد خصيصا في الفترة الفينيقية. وأوضح السارجي في حديث لمندوب وكالة الأنباء السعودية في بيروت أن المراجع والنصوص التاريخية التي تركها الغزاة والمؤرخون تؤكد أن بناء المدينة كان على جزيرة في وسط البحر وهي أبدا ليست صيدا التي نعرفها اليوم وذلك نتيجة هزة أرضية قوية جدا كانت بمثابة الضربة القاضية لمدينة صيدون التي خسرت قسما كبيرا من مساحتها الإجمالية وفي ما بعد نقلت حجارة بيوتها ومنشأتها لاستعمالها في أماكن أخرى وعبر الزمن تغيرت معالم سطح الجزيرة التي أصبحت على مستوى مياه البحر إما نتيجة الأمواج العاتية التي جرفت الأتربة أو نتيجة قطع الصخور الرملية الضخمة لاستعمالها في البناء في أماكن أخرى إلا أن القسم الذي غرق من المدينة تحت الماء قد حفظ وإن تأثر بالعوامل الطبيعية للبيئة البحرية فهو بالتأكيد كافي للدلالة على عراقة صيدون. ولفت السارجي إلى أنه بمجرد النظر بالعين المجردة ومن دون عمليات تنقيب على ما تبقى من هذه المدينة الغارقة يتبين تنظيمها المدني المتميز إذ من السهل رؤية بناء ضخم من حجارة وأعمدة رملية موجود بالقرب من بقايا معبد في الجهة الجنوبية للجزيرة وهو على شكل جدار طوله يقارب العشرين مترا وقد بني من حجارة ضخمة وأضخمها كان قد وضع في نهايته أي عند زاويته ومن داخل الجدار توجد غرفة مساحتها حوالي أربعة أمتار طولا وثلاثة أمتار عرضا وهي مبلطة بحجارة يزيد طوال الحجر الواحد عن المتر ونصف المتر وعرضه حوالي المتر وفي وسط الغرفة هناك قناة محفورة في الصخر عرضها حوالي 40 سنتيمترا وعمقها حوالي 30 سنتيمترا وطولها بطول الغرفة ويحد الغرفة من الجهتين الشمالية والغربية جداران ما زالا بحالة جيدة ويبلغ ارتفاع أحدهما نحو الثلاثة أمتار فيما كانت الجهة الغربية للمدينة مخصصة للبيوت والسكن ولآبار تجمع مياه الأمطار. وأشار نقيب الغواصين إلى أن القسم الجنوبي من الجهة الغربية يحتوي على بقايا جدران من الواضح أنها كانت غرف في حين كانت الجهة الشمالية من الجهة الغربية للجزيرة مخصصة بالدرجة الأولى لبناء خزانات ضخمة جدا لتجميع وتخزين مياه الأمطار بداخلها لتلبية حاجات سكان المدينة صيفا وشتاء بينما في الجهة الشرقية للجزيرة تظهر ساحة ضخمة مبنية من صخور مساحة الواحدة منها تقارب المترين طولا والمتر عرضا وأما الجهة الشمالية من الجزيرة فهي تحتوي على بقايا حجارة مبعثرة في كل مكان وكذلك بعض البلاط الرخامي. // انتهى //