تقف قرية جازان التراثية بأرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية ضمن البيوت الأثرية والتقليدية لمناطق المملكة التي تضم تراث الوطن وموروثاتها التقليدية وحضارة سطرتها أيادي الآباء والأجداد عملا وجهدا وثقافة . وتبرز القرية كمعلم حضاري يرمز لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر حيث يبدو في القرية ماضي المنطقة ماثلا للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعا لبيئة المنطقة وتضاريسها . وتشرع القرية أبوابها لزوار المهرجان الذين يجدون تجسيدا متكاملا لتاريخ منطقة جازان ببيئاته المتنوعة , وثقافته وحضارته المتميزة منذ القدم ,ويلفت النظر بالقرية البيت الجبلي بعمرانه الصلب وقوة التصميم ومتانته الملائمة للبيئة الجبلية التي تحولت منذ القديم بيوتا وعمرانا ومدرجات وحقولا زراعية وبهجة وحياة فيما تبرز في البيت التهامي " العشة الطينية " , حيث بساطة الحياة التهامية وأناقتها عبر شكل العشة المخروطي وأصوات الأواني المعلقة بداخلها " وطراحتها " الممتدة والقعادة الخشبية , فيما ينتصب البيت الفرساني ليجسد البيئة البحرية في جزيرة فرسان التي تبدو ماثلة ببيتها حيث البحر واللؤلؤ والأصداف . ويحظى المطعم الشعبي بقرية جازان التراثية بإقبال متواصل من قبل زوار المهرجان للحصول على أصناف الطعام التقليدية والشعبية التي اشتهرت بها منطقة جازان ومنها " المرسة والمغش والحيسية والخمير " فيما يقدم الحرفيون في جانب آخر من القرية عروضا لأنواع الحرف التقليدية القديمة . أما وسط القرية فتبدو الساحة الشعبية حيث عروض الفنون الشعبية التي دأبت المنطقة على تقديمها والتي تستهوي كثيرا من عشاق الألعاب والرقصات الشعبية التي تطرب لها الآذان عبر ايقاعات تميزت وتفردت بها فنون جازان . ويبرز المركز التراثي لقرية جازان التراثية تجسيدا تاريخيا للبيئة بجازان والذي يشتمل على العديد من المورثات والصور القديمة التي اشتهرت بها المنطقة اضافة لعرض بعض المجسمات للحيوانات البحرية المختلفة . ويعرض المركز الحضاري بقرية جازان التراثية أبرز المنجزات الحضارية التي شهدتها منطقة جازان حاليا ومنها جامعة جازان ومدينة جازان الاقتصادية ومصفاة البترول وضاحية الملك عبدالله والمدينة الصناعية والمدن الطبية وغيرها من معالم المنطقة التنموية . وتمثل قرية جازان التراثية بالجنادرية تدوينا حقيقيا لحقيقة إنسان المنطقة المبدع الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمان فتحولت بيوتا وأواني وأثاث بل تحولت عملا وجهدا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورا ورقيا . // انتهى //