أسفر وقوع لبنان جغرافيا على فوهة جرف قاري كبير سبّبه "فالق الشرق العظيم" الذي ضرب لبنان منذ قرون وشطر سلسلتي جبال لبنان إلى سلسلة شرقية وأخرى غربية عن تواجد كم كبير من المغاور الطبقية داخل الجبال اللبنانية . وتتميز هذه المغاور وفق ما أبلغ رئيس مجلس إدارة "الجمعية اللبنانية لدراسة واستكشاف المغاور - أليس" جوزيف تابت لوكالة الأنباء السعودية بأنها كلسية الطابع وذلك لأن ما يقارب ال 65 في المئة من تكوين لبنان الجيولوجي هو من تضاريس جيرية - كلسية ما سهل نحت هذه المغاور عبر آلاف السنين . وفيما أوضح تابت أن عدد المغاور في لبنان يتجاوز ال 500 مغارة ويتراوح عمقها ما بين 20 مترا و10 كيلومترات لفت إلى أن هذه المغاور على تنوعها أفقيا وعموديا تتوزع على كافة الأراضي اللبنانية مقابل شواطئه وصعودا إلى أعالي جباله وبين سهوله ووديانه . وأشار تابت إلى أن أول من قام بمهمة استكشاف ودراسة المغاور في لبنان هي الجامعة الأمريكية عام 1837م مؤكدا أن أول ناد تأسس في لبنان لاستكشاف المغاور كان 1958 م ومن أهم إنجازاته كانت "مغارة جعيتا" التي يتعدى طولها ال 10 كلم وهي الأكبر في لبنان حتى الآن إضافة إلى "هوة فوّار دارة" التي يبلغ عمقها 622 مترا وهي أعمق هوة في الشرق الأوسط ولبنان.. أما "هوة قطين عازار" التي يبلغ عمقها 511 مترا فأهميتها تتأتى من أنّها تضم نهرا جوفيا بطول 1300 متر وبحيرة عمقها 43 مترا وتقد قد قامت الدولة بمشروع لسحب المياه منها لتغطية 17 قرية في المتن . بدورها أكدت أمينة سر جمعية "أليس" غادة سالم أنّ المغارة تتأثر بكل ما يجري على سطح الأرض فالرسوبيات السامة وتغير معالم الأرض في حال حدوث جرف أو ما يشابه قد يؤدي إلى قطع المياه أو ارتفاع نسبة المياه أو تلوثها كما قد تسفر مكبات النفايات على السطح إلى انتشار السموم في التكوينات الكلسية التي تمتص تلك السموم . من جهته لفت عضو الجمعية محمد المولى إلى أن المغاور رغم كونها عاملا جاذبا للسياح إلا أن استكشافها مسألة خطرة والخطأ قد يكون مكلفا وسبرها يتطلب تدريبات وترتيبات وعدة خاصة . // انتهى //