أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام :" قواعد السلوك ومعايير الأخلاق وآداب التعامل مقياس جلي من مقاييس الالتزام بدين الإسلام وعنوان من عناوين الرقي الحضاري ومعلم في معالم السمو الإنساني , إن القواعد والآداب التي تحكم العلاقات بين الناس من كل فئاتهم وطبقاتهم قواعد وآداب تبعث على الشعور بالأمان والمحبة وحسن المعاشرة وسعادة المجتمع , والحجاج بجموعهم والمسلمون في تجمعاتهم تتجلى فيهم هذه المظاهر السلوكية والتخلق بأخلاق دينهم والالتزام بتعاليم شرعهم , ومن تحبب إلى الناس أحبوه ومن أحسن معاملتهم قبلوه , الدماثة وحسن الخلق هي اللغة الإنسانية المشتركة التي يفهمها كل احد وينجلب إليها ويحسن الإنصات إليها الحكيم , الوجه الصبوح خير وسيلة لكسب الناس وذو المرؤة الحكيم من يخاطب الناس بأفعاله قبل أن يخاطبهم بأقواله ". وأضاف :" في ديننا من التوجيهات والتعليمات ما يبني شبكة واسعة من العلاقات المتينة مع الدائرة الأسرية والمجتمعية والدائرة الإسلامية أوسع ثم الدائرة الإنسانية اشمل وفي ديننا كذلك أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا , والناس معادن وطبقات ومنازل ومعاملتهم معاملة واحدة أمر في الحياة لا يستقيم فما يلاءم هذا لا يلاءم ذاك وما يناسب هذه الفئة لا يناسب تلك ويحسن مع هذا ما لا يجمل مع الآخر , والناس يخاطبون بما يعرفون فالعقول متفاوتة والفهوم متباينة والطباع متغايرة ولله في خلقه شؤون من والد وولد وزوج وأخ ورئيس ومرؤوس وسريع الفهم وبطيئه وحار الطبع وبارده وقريب الصلة وغريبها في أشخاص وصفات وأحوال من شدة ورخاء وحزن وسرور والأرواح جنود مجندة ". ومضى فضيلته يقول :" وهذا عرض لبعض ما حظيت به السيرة المصطفوية والهدي المحمدي والسنة النبوية من أنواع المعاملات والتوجيهات لمختلف الطبقات والشخصيات كيف وهو المصطفى الهادي البشير وصفه ربه بقوله عز شانه// وإنك لعلى خلق عظيم // وقال عز شأنه // لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم // , وأول ما يواجه المتأمل في هذه السيرة النبوية الكريمة والهدي المحمدي معاملته مع أهله وسلوكه في بيته عليه الصلاة والسلام , لقد كان صلى الله عليه وسلم بشرا من البشر يحلب شاته ويخدم نفسه فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة , وكان يقول عليه الصلاة والسلام " خيركم خيركم لأهله وأنا خير كم لأهلي ". // يتبع //