يعد تأكيد رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو في ال 5 من شهر أكتوبر الحالي بالاجتماع الذي ضم وزراء دفاع في حلف شمال الأطلسي حول انضمام اسبانيا رسميا لمنظومة الدرع الصاروخي بداية حقيقية لما بدأته اسبانيا في المشاركة الفعالة والنشطة فيما يتعلق بالجانب الحربي عند كل أزمة. فبعد الإعلان الذي حضرته إسبانيا وما تتميز به من موقع جغرافي متميز جعلت منها محط أنظار تتجه لها في أي مناورة أو مشاركة حربية يتخذها حلف شمال الأطلسي /الناتو/ ضد أهداف مرجوة أو لصد عدوان قائم أو لتنفيذ قرار أُممي. وكان رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو قد أعلن رسمياً في ال 5 من أكتوبر الحالي قبول أسبانيا استقبال 4 سفن حربية في قاعدة روتا الجنوبية القريبة من مدينة كاديث الساحلية بالإضافة إلى الأسباب السياسية التي أبداها ثاباتيرو من قيام اسبانيا بالتزاماتها العسكرية في حماية أراضيها واستقرار دول الإتحاد الأوروبي كعضو فعال في الإتحاد وشريك بارز للقوى العظمى في مهامها المُنصبة في حماية الأراضي من أي تهديد خارجي مُحتمل. ونتيجة للدفاع المشترك والعهود المُتفق عليها والبنود السياسية العريضة التي تحتم عملية الدفاع المشترك ضد أي عدوان خارجي خصوصا ضد الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي يصل مداها لآلاف الكيلومترات قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها إنشاء مراكز إستراتيجية تُقام عليها منظومة الدرع الصاروخي مع اشتراك دول أوروبية كهولندا وبولندا ورومانيا وتركيا بالإضافة إلى انضمام أسبانيا مؤخرا لمنظومة الدرع الصاروخي التي تحمل رسالة الدفاع المشترك. وبعد إعلان رئيس الحكومة الإسبانية انضمام بلاده رسميا لهذه المنظومة رحبت دول أوروبية عدة بهذا القرار لما يتضمنه من مشاركة فعالة لا تهدف لعدوان خارجي أو لتهديد قومي يهدد سلامة جيرانها بل لأغراض دفاعية بحتة بالإضافة لما يتضمنه القرار من فوائد اقتصادية مرجوة وعوائد مادية سنوية تُقدر ب 4ر8 مليون يورو وخلق فرص وظيفية عدة تهدف لمواجهة مد البطالة الذي بات أمرا مؤرقا للحكومة الإسبانية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ طليعة عام 2008م. وفي خضم ردود الأفعال المُرحبة والناقدة الذي اعتبرته روسيا خطأ جسميا في بيان رسمي لها عبرت عن استيائها المتكرر لإقامة تلك المنظومات إلا أن رئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة خارجيته ترينيداد خيمينيث أكدوا في تصريحاتهم الرسمية على سلامة تلك المنظومة في عدم نيتها الاعتداء أو التخويف بل لأغراض دفاعية بحتة لسلامة أمنها الوطني والإقليمي على حد سواء وهو ما تمليه سياسة الدفاع المشترك لدول الإتحاد الأوروبي. وبذلك تُضيف إسبانيا لسجلها العسكري مزيدا من النقاط الإيجابية لقربها من صناعة القرار السياسي الأوروبي من خلال مشاركتها في عمليات حربية سابقة وانضمام مُباشر في أعمال حلف شمال الأطلسي العسكرية بالإضافة إلى انتشار قوات لها في مهام حفظ السلام في دول أخرى متفرقة. // انتهى //