شهدت اسبانيا خلال شهر يونيو الماضي سلسلة كبيرة من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وجدت صدى إعلاميا وتأثيرا بالغا في مجريات الأحداث المحلية والدولية على حد سواء. فقد كانت نتائج الانتخابات المحلية والإقليمية واضحة بعد مُشاركة تآلف بيلدو في المشاركة السياسية واستحواذه على مناطق عدة ولا سيما منطقتي ايل بايس باسكو ونافار, وإدراة شؤون البلديات والمحافظات الواقعة تحت نفوذه, ولم يقتصر الأمر على المشاركة السياسية بل تعدت لأن تُصبح بيلدو محط انتقادات سياسية وحزبية واسعة في البرلمان الإسباني بعد انتهاكات للدستور والأنظمة المعمول بها في اسبانيا إضافة للتصريحات الاستفزازية التي أطلقها قادة في التآلف كان لها موقفا واضحا من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة التي طالبت بوجود مراقبة فعلية لبيلدو مع ضرورة أن تقف بيلدو موقفا واضحا من الإرهاب وادانته دون المُراوغة القولية, وقد طالب رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو تآلف بيلدو بتطبيق النظام كاملا دون استثناء مع إشارة واضحة أن السماح لهذا الحزب المحظور كانت له نتائج سلبية مع مُطالبته باتفاق يشمل أحزاب سياسية كبرى لدعم الحزب الوطني الباسكي المعتدل لمواجهة امتداد بيلدو في المنطقة. كما شهد شهر يونيو الماضي موسما محبطا للقطاع الزراعي الإسباني جراء تكبده خسائر مادية كبيرة بسبب إشاعة بكتيريا "اي.كولي" الناجمة من الخضروات الإسبانية ووقف استيرادها من البلدان الأوروبية وبعض البلدان العالمية حتى تبرئة تلك الخضروات من المفوضية الأوروبية في رد متأخر لم يُسعف الحكومة الإسبانية في استرداد قيمة الخسائر المادية الهائلة. وفي تطور لقضية الخضروات المُجرثمة كانت قنوات دبلوماسية عاقدة العزم على المُطالبة بالتعويض المادي وقرار لجنة المفوضية الأوروبية بتعويض 30 بالمئة ثم بتعويض 60 بالمئة من الخسائر المادية والتي لم تجدها الحكومة الإسبانية كافية جدا لتعويض النقص واسترداد القيمة المفقودة نتيجة التسرع الإعلامي والتهم التي طالت القطاع الزراعي الإسباني دون تحقيق وبحث مع مطالبة سياسية جائت لاحقا بين الدول الأعضاء بضرورة وجود سياسة واضحة وغير متعجلة لمواجهة اللغط الإعلامي والتأكد من المعلومات المنشورة والتحقيق من الأخبار التي لها تأثير على القطاعات السياسية والاقتصادية ومواجهة الشائعات التي لها التأثير الكبير على الرأي العام المحلي أو الدولي. // يتبع //