يشكل لبنان واحدا من أهم مواطن الاوركيديا البرية أو السحلبيات/ وهي نوع من الزهور البرية ذات الشكل الجميل والرائحة الزكية / حيث يحتضن ما يزيد عن 90 نوعا من هذه الزهرة خلافا لما يعتقد البعض بأن الاوركيديا هي زهرة غالية الثمن لا تتواجد إلا في المشاتل أو في حوانيت بيع الزهور . وتشكل حقول عكار شمال لبنان وغاباتها واحدة من أهم المناطق اللبنانية في ما يخص الأوركيديا البرية كما يشكل شهري أبريل ومايو الموعد المثالي لاكتشاف هذه الزهور والتعرف عليها وبدل قطافها وانتزاعها من أرضها لتذبل سريعا بعيدا عن موطنها يتعلم المتنزهون فن تصوير الاوركيديا عن قرب بواسطة تقنية الماكرو والاحتفاظ هكذا بالزهرة في ملف التصوير إلى الأبد دون المساس بها وإيذائها . ورأت الدكتورة ميرنا سمعان الهبر أن هذه الميزة التي يتمتع بها لبنان تضعه في مصاف المناطق الأغنى بالتنوع البيولوجي إذ أن هناك علاقة واضحة ما بين هذا التنوع ووفرة أنواع الاوركيديا ونسبة التلوث الموجود في مكان ما .. مشيرة إلى أن هذه الزهرة الفائقة الجمال والمتعددة الأنواع والأوصاف تربو وتترعرع في غابات لبنان والتي هي مجهولة من الغالبية الساحقة من اللبنانيين . وأشار رئيس مجلس البيئة في عكار الدكتور أنطوان الضاهر لصحيفة "اللواء" اللبنانية بأن نبات الأوركيديا يستحق أن يقال عنه بأنه من النباتات البيئية بامتياز حيث أنها تتمتع بخاصية أنها لا تستطيع العيش إلا في المناطق التي ترتفع بين 600 و1000 متر عن سطح البحر وهي موجودة في عقار بكثرة وأنها لا تعيش إلا في الأماكن الخالية من التلوث البيئي لذلك ينصح الدكتور الظاهر بالحفاظ على هذه النبتة الرائعة الجمال وبإبعاد التلوث عنها وبالتالي عن السكن حيث تنمو هذه الزهور واتخاذها نموذجا للعيش من دون تلوث. . // انتهى //