شهدت العاصمة اللبنانية بيروت في الفترة الممتدة من 24 إلى 28 مايو الجاري فعاليات الدورة الثامنة من "مهرجان الربيع" الذي استقطب 23 ألف زائرمن محبي الحدائق منهم مئتا سعودي وتضمن المهرجان عرضا لنماذج من الحدائق التي قامت بتنسيقها بعض شركات تصميم الحدائق بالتعاون مع بعض المشاتل اللبنانية إضافة الى عرض للنباتات والزهور. وتكمن أهمية هذا المهرجان في كونه شكل العامل المشترك الذي توحد حوله جميع اللبنانيين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة في هذا المعرض السنوي وذلك في خضم الأزمات التي يعاني منها لبنان على خلفية العجز عن تشكيل الحكومة العتيدة وانعكاسات الأمر على مختلف أوجه الحياة. فخلال تجوالك في المعرض تستوقفك روائح زكية تنقلك من عالم الضجيج اليومي إلى عالم الطبيعة والجمال فزائر المعرض للمرة الأولى يذهل بهذا الكم من البهجة والألوان حيث يرى زهورا بأنواع مختلفة ونباتات مصفوفة بصمت مستوحد وضعت على أكثر من 200 منصة توزعت بين فن الحديقة والعيش في الطبيعة والبيئة والسياحة البيئية وقرى الأطفال. وانتهزت وكالة الأنباء السعودية في بيروت فرصة إقامة هذا المعرض حيث رافقته بأيامه الخمسة لتستطلع عن كثب كيفية تعاطي الزوار مع الزهرة ورصد مدى الاهتمام بهذا النوع من المعارض إذ إن أكثر ما لفت الانتباه هو الإقبال الكثيف للزوار الذين يعتبرون هذا المهرجان فرصة سانحة للتمتع بأوقات جميلة على امتداد مساحات خضراء اشتاقت إليها أراضي العاصمة اللبنانية بيروت في ظل الازدحام السكاني حيث يتنزه الرواد على بساط أخضر غرس بين ثناياة كم هائل من الزهور المختلفة والمتنوعة على امتداد البصر كما تمتد أفواج الزائرين وهم يستشعرون بفرح ينأى بهم بعيدا عن هموم الرتابة والزحام واخبار العنف والارهاب. ولم يقتصر المعرض على الشركات المتعلقة بالزراعة والحدائق بل أيضا استفادت الجمعيات التي تهتم بالبيئة من فرصة تجمهر الناس كي تنشر التوعية البيئية اللازمة فكان هناك جمعيات تهتم بالمحافظة على الطيور وأخرى تهتم بالمحافظة على الثروة الحرجية فيما اهتمت منصات أخرى بالسياحة الرياضية في الهواء وأخرى خصصت لسوق الطيب ومنتجاته العضوية كما تستوقف الزائر زوايا تتعلق بأمور جانبية مثل مكتبة متخصصة بكتب الطبيعة والحدائق أو صندوق تبرعات للأطفال المصابين بالسرطان أو لجمعيات خيرية وقد افترشت أرض المعرض على امتداد 70 ألف متر مربع أزهار من كل حدب وصوب حيث يكمن سر قدرة لبنان على احتضان جنسيات مختلفة من حول العالم حسب منسِّق الحدائق سامي الرفاعي في التنوع المناخي الذي يتمتع به لبنان ويسمح لتربته بأن تستقبل معظم أنواع الزهور عالميا فزهور المناطق الحارة يمكن أن تعيش في بيروت فيما تنمو الزهور التي تتطلب حرارة منخفضة في المناطق الجبلية المرتفعة كما هناك زهور تعيش في تربة كلسية بينما تعيش زهور أخرى في تربة رملية لذلك يصف المهندس الزراعي اللبناني جاد سربيه التربة اللبنانية بالمميزة والشاملة التي تستقبل مختلف الأنواع والأشكال من الزهور من هنا يبرز دور المهندس الزراعي ليعرف البيئة المناسبة التي تتناسب مع كل نوع من أنواع الزهور. // يتبع //