أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة التراث الخيرية، أن التراث العمراني أصبح أحد أهم الموارد الاقتصادية للمدن، وأحد أهم مكونات شخصيتها على مستوى العالم, مشيرا إلى أن هذا الأمر يجعل الاهتمام بالتراث العمراني الأصيل، واستلهام العناصر المكونة للمدن التراثية في عملية التخطيط والتطوير الحضري الحديث أمراً مهماً للغاية في وقتنا الحالي. وشدد سمو الأمير سلطان بن سلمان في الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح أعمال الدورة الخامسة ل " مؤتمر عجمان الدولي للتخطيط العمراني " الذي نظمته دائرة البلدية والتخطيط بعجمان تحت شعار" هوية المدينة في القرن الحادي والعشرين : التحديات والفرص " , أهمية استعادة دور التراث العمراني بشكلٍ مستدام، واستلهام تجربة المدن التاريخية العربية الأصيلة، التي تتيح التقاطع والتواصل اليومي بين سكانها، وتوفر لهم مناطق التقاءٍ إنساني حقيقي، حتى لا يبقى التواصل الاجتماعي افتراضياً فقط . وأوضح سموه أن التراث في مدينة الرياض يمثل البداية الحقيقة لأنسنة المدينة، وهو لا يعني البنيان فقط، بل يعني حضور التاريخ المجيد لأمةٍ بَنَتِ الأمجادَ وتُسهِم اليوم في بناء مستقبل الإنسانية بكل جدارة، مؤكدا أن تجديد التراث في الرياض - كما هو في كل موقع من هذا العالم- يعني أن يصبح التاريخ الإنساني للأمم مُعاشاً حياً على أرض الواقع، وربط الأجيال من الشباب بتاريخ أمتهم ليستلهموا منه القيم التي يمثلها هذا التراث، التي كانت وما زالت هي الأسس التي تقوم عليها دولة مثل المملكة العربية السعودية، وهذا أمرٌ مهمٌ لإيجاد التوازن في زمن اختلطت فيه القيم. وقال سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار : في المملكة انطلقنا من هذا المنظور، وفي إطار تعاونٍ بل تضامنٍ وثيقٍ بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية، نحو تطوير 10 مواقع من أواسط المدن واستعادة شخصيتها التاريخية وفاعليتها الاقتصادية، وتطوير منظومةٍ من القرى التراثية ومواقع التراث العمراني الأصيل وصلت إلى 40 موقعاً وتحويلها إلى مصدر اعتزازٍ ونموٍّ اقتصاديٍّ ومواردَ ثقافيةٍ غزيرة، وقد قمت بتسجيل هذه المحاولة في كتابِ "سيرةٌ في التراث العمراني . وأضاف : أقوم حالياً بتسجيل التجرِبة بشكلٍ موسعٍ في كتاب آخر يركز على غنى التراث العمراني، وأهميته، ودوره في صنع هُوية المدن المعاصرة ومستقبلها . وأكد أن الرياض مدينةٌ تسابق الزمن في عدة اتجاهات، وقد وعت بعد فترةٍ من الزمن جارت فيها الحداثة المطلقة على المكونات التراثية والبيئية للمدينة، وعت أهمية استعادةِ تلك المكونات، وإعادة ضبط توجهات التنمية الحضرية لتواكب طموحات السكان وتطلعاتهم لمدينتهم، فالمدن هي السكان وليست العُمرانَ فقط، وعند اختلال هذه الحقيقة تتخلف المدن عن مجاراة الواقع، وتفشل تلقائياً. // يتبع //