تمر العلاقات الاوروبية الامريكية منذ فترة بازمة صامتة لكنها فعلية وسببها تنامي مشاعر الحذر في اوروبا من وجود توجهات في الولاياتالمتحدة بتفضيل حلفاء او شركاء جدد وخاصة في ادارة الشؤون النقدية والاقتصادية امام تصاعد ثقل دول المحيط الهادي. كما ان اهتمامات الولاياتالمتحدة الداخلية ومشاغلها الامنية وعزوف الاوروبيين عن دعم المجهود العسكري الامريكي وخاصة في افغانسان تزيد من الهوة المتصاعة تدريجيا بين الطرفين . وياتي انعقاد القمة الاوروبية الامريكية في لشبونة على هامش قمة الناتو مما يزيد من الشعور السائد بان العلاقات بين بروكسل وواشنطن لم تعد من اوليات استراتيجية التعامل الخارجي للولايات المتحدة. والغى الرئيس الامريكي باراك اوباما لقاء قمة كان مقررا في الربيع الماضي في مدريد مع زعماء الاتحاد الاوربي وقالت المصادر الامريكية في ذلك الوقت ان البيت الابيض لم يعثر على مواضيع جدية يمكن التطرق اليها بشكل يستوجب لقاء على مستوى القمة بين الرئيس اوباما وزعماء التكتل. وكان الاتحاد الاوروبي وبعد اعتماد اتفاقية لشبونة للوحدة الاوروبية يعوّل على عقد قمة هامة مع الشريك الامريكي للتاكيد على مصداقية التمثيل الخارجي الاوروبي وفق المعاهدة الجديدة اي مشاركة الرئيس الاوروبي هرمان فان رومباي ورئيس المفوضية الاوربية جوزيه باروزو والمملثة العليا للسياسة الخارجية كاثرين اشتون في وفد يعكس هوية اوروبا الجديدة. ويريد الاوررييون خلال قمة اليوم التاكيد عل بداية توجه امريكي رسمي بالاهتمام بالهندسة المؤسساتية الجديدة للاتحاد الاوروبي الذين بذلوا جهودا مضنية لتسويقها للراي العام في القارة. وقال متحدث باسم الرئيس فان رمباي في لشبونة ان القمة ستسمح بتعارف افضل بين اوباما ورئيس الاتحاد. وبالنسبة للمواضيع المطروحة خلال القمة فانها تضل محدودة التاثير حيث لا تتجاوز مدة القاء الساعة ونصف الساعة رغم الالحاح الاوروبيين بتمديدها. وتبحث القمة مواضيع متداولة مثل المواضيع الامنية وشؤون التشدد والارهاب الرقمي ومسائل مساعدات التنمية للدول الفقيرة والمناخ وملفات اقتصادية . ويقول الطرفان انهما يريدان انعاش ما يعرف بالمجلس الاقتصادي بين ضفتي الاطلسي ولكن مصادر دبلوماسية اكدت ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيحث قادة الاتحاد على ضرورة بلورة مخرج سريع لازمة الديون في ايرلندا وتجنب ان تتسبب ازمة الدين السيادية المتفسية في منطقة اليورو في ازمة نضامية جديدة للمصارف العالمية وتحبط مساعي انعاش سوق العمل تحديدا. كما يسعى الرئيس اوباما الى الضغط على الاوروييين للاسراع في ضم تركيا للاتحاد الاوروبي وهو موضوع مثير للخلافات بين الاورويبين انفسهم. وكان الطرفان الاوروبي والامريكي بحثا نهار الحمعة في لشبونة التعاون الاستراتيجي في مجال الطقة من خلال مجلس تراسته وزيرة الخارجية الامريكية هليري كلينتون والممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون. // انتهى //