أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن الأمة حين تضعف صلتها بمعينها الصافي من كتاب ربها وسنة نبيها وهدي سلفها الصالح تتقاسمها الأهواء والطرائق وإذ ذاك فلا تقوى على إقامة دينها على الوجه الذي ارتضاه الله لها ولا على النهوض بأداء رسالتها في العالم لافتا النظر إلى أن العلماء الربانيون هم معقد رجائها في تجديد هذه الصلة كلما داخلَها الدَّخَن وتعزيزها في أجيالها كلما عَرَاها الوَهَن فربانية العالم تقتضي منه أن يكون حارساً أميناً على دين الله أن يُداخله ما ليس منه في الاعتقادات أو العبادات أو المعاملات من المُبتدعات التي تنشأ في أحوال الضعف وأزمنة الغفلة ثم تَستحكِم حتى تُلْصَقَ بالدين وتُلْبَسَ لَبُوسَه وبسببها تنشأ المشارب والمذاهب في الأمة الواحدة فينفرطَ عِقدُ جماعتها ويضعفَ الولاء بين أبنائها وتتراخى رابطة الدين وما تقتضيه من حقوق التناصح والتعاون على البر والتقوى، وحلِّ المشكلات والتصدي للتحديات. وقال معاليه في كلمته التي ألقاها اليوم في حفل افتتاح ندوة / الربانيون وراثة النبوة وعظم المسؤولية / التي تنظمها الرابطة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية وملتقى تريم الثقافي بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية بمناسبة اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام برعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية : إن موضوع الندوة يتصل بفئة من الأمة لها الفضل على غيرها في حفظ العلم الذي به يحفظ الدين والدين أعظم المصالح الخمس الكلية التي تنتهي إليها مقاصد الشريعة في أحكامها وآدابها بمختلف أنواعها ومراتبها فاستقراء الشريعة في مصادرها ومواردها وفي كلياتها وجزئياتها يُبرز الدين في المرتبة الأولى من المصالح تليه مصلحة النفسُ ثم العقلُ ثم النسل أو العرض أو النسب ثم المال. وأضاف قائلا : لم يزل في الأمة على ما دهاها من الوهن وتضعضُعِ الأحوال بقيةٌ صالحة يخلُفون من تقدمهم في الاعتناء بهذا العلم الشريف والاشتغال بروايته وحمله ثم بتبليغه وبثه بين المسلمين وهم بعد الله سبحانه وتعالى معاقد آمالها في تدارك أحوالها بالتلافي والإصلاح العارفون بعللها وأدويتها المنافحون عن حقوقها الغيورون على حرماتها المدركون لحقيقة التحديات والأخطار التي تحدق بها. وأفاد معاليه أنه من الأهمية بمكان أن يتوفر بين ظهراني الأمة من وعاة العلم الربانيين ما يكفي لتفقيهها في دينها وتحصينها من الجهل المفضي إلى الضلال والتباس الحق بالباطل وتضييع حقوق الله وانتشار المعاصي موضحا أن الغفلة عن تناقص أهل العلم الأكفياء خطيئة لا كفارة لها إلا تنميةُ الشعور العام بين أبناء الأمة بالحاجة الملحة والمستمرة إليهم ثم تحويلُ هذا الشعور إلى هَم عملي عام يتجلى في العناية بالتعليم الشرعي وتشجيع طلابه والنهوض بمؤسساته والتعاون في رعايتها حتى تنهضَ بهذه الفريضة الكفائية العظيمة في تخريج العلماء الربانيين شارحا أهم الجوانب التي تعزز التفاهم والتعاون بين العلماء والمتمثلة في تقوية الصلة بينهم وتنمية الشعور بحاجة بعضهم إلى بعض في التناصح ومذاكرة العلم والتشاور في النوازل والتعاون على فهم قضايا الأمة وحل مشكلاتها لاسيما في ظل تطور وسائل الاتصال في سرعتها وتعددها وتنوعها. وأعرب باسم الرابطة عن شكره للمسؤولين في الجمهورية اليمنية على ما يتيحون من آفاق التعاون مع الرابطة . وقد بدئ حفل افتتاح الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم . // يتبع //