أكد الأردن أهمية العمل على صياغة مقاربة إستراتيجية عربية جماعية موحدة ومتماسكة تمكن الأمة العربية من مواجهة المصاعب والتحديات بتناغم وفاعلية واقتدار لصون مصالحها ومقدراتها وتعزز إمكاناتها في التأثير على الأحداث التي تمس قضاياها المختلفة. وأعرب وزير الخارجية رئيس وفد الأردن إلى القمة العربية الاستثنائية في سرت الليبية اليوم ناصر جودة في خطاب ألقاه أمام القمة عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على جهود المملكة العربية السعودية الخيرة والمستمرة الرامية لاستعادة التضامن العربي الكامل0 وقال إن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني ترى ضرورة العمل فورا وبشكل منهجي وجاد وملتزم، لتعزيز وتطوير وتمكين مؤسسات وأطر العمل العربي المشترك وفي المقدمة منها جامعة الدول العربية، التي تحتم علينا طبيعة التحديات التي نواجه وحقائق الواقع الدولي الذي نعيش، والقائم على محورية دور المنظمات والهيئات الإقليمية في العلاقات الدولية بجوانبها كافه، أن نمضي بالعمل على تعزيز وتقوية دورها، وتنشيط أجهزتها وآلياتها ومجالسها المختلفة. وعبر الوزير جوده في هذا السياق عن الشكر للقادة العرب أعضاء اللجنة الخماسية التي أناطت بها قمة سرت العادية مهمة بحث سبل تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتفعيل جامعة الدول العربية، على عملهم المخلص والدؤوب ومخرجاته البناءة التي نساند وندعم،كما عبر عن الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية وطاقم الأمانة العامة على جهودهم في صياغة افكار أولية لمشروع تطوير جامعة الدول العربية. ولفت إلى أن الأردن يؤكد ضرورة أن يحظى موضوع صياغة مشروع تفصيلي لتطوير جامعة الدول العربية وتعزيز دورها، بالعناية القصوى لضمان أن تحظى مخرجاته بالإجماع الكامل للدول الأعضاء كافة وبما يتواءم مع الأنظمة الدستورية في الدول العربية، وبشكل يحقق للجامعة العربية باعتبارها حاضنة العمل العربي المشرك، النقلة النوعية التي يصبو إليها الجميع لتأخذ مكانها في طليعة المنظمات والتجمعات الإقليمية الفاعلة الأخرى . وقال وزير خارجية الأردن لا بد لنا أن نرتكز في صياغة مقاربتنا الإستراتيجية العربية، على استكمال مسيرة تنقية الأجواء العربية، وتوحيد جهودنا ومواقفنا إزاء قضايانا المصيرية ومصالح أمتنا الحيوية . وبين أن تبني مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002، والتمسك بها في كل القمم العربية التي تلت، والتعامل العربي الناضج والحكيم مع المساعي الدولية لتحقيق حل الدولتين وإحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط، بما في ذلك إستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة، قبل نحو شهر ونيف، رسخ القناعة الدولية بالالتزام العربي الجماعي الجاد والصادق والمخلص بالوصول إلى حل الدولتين، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة وعاصمتها القدسالشرقية، وعلى أساس خطوط الرابع من حزيران 1967، وتحقيق السلام الشامل والعادل ما بين الدول العربية وإسرائيل، وفقا لمرجعيات السلام المعتمدة والمعروفة، وبما يضمن استعادة الحقوق والأراضي العربية المحتلة بالكامل . وأوضح أن استمرار التمسك العربي الملتزم بمبادرة السلام العربية، بالرغم من وجود العديد من عوامل الاحباط ومظاهر عدم الجدية لدى الطرف الآخر أدى إلى بلورة إجماع دولي غير مسبوق على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، وعلى أن تحقيق هذا الحل وإحلال السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط، يشكل مصلحة حيوية للعالم أجمع. وأعرب وزير الخارجية الأردني عن مساندة بلاده لدول الخليج العربي في التصدي لكل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمنها أو استقرارها، أو التدخل في شؤونها الداخلية . وأكد وقوف بلاده بقوة الى جانب لبنان وأمنه واستقراره في وجه التهديدات والاتفزازات الاسرائيلية المدانة وإلى جانب حكومته وشعبه ضد كل من يحاول تهديد أمنه واستقراره . معربا عن تطلع بلاده لتشكيل حكومة جديدة في العراق يتم التوافق عليها بين الكتل السياسية الرئيسية بدون استثناء. // انتهى //