سلطت الصحف المصرية الصادرة اليوم الضوء على القمة الثنائية المصرية اليونانية التي جرت يوم أمس بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره اليوناني كارلوس بابولياس بمدينة شرم الشيخ المصرية. وقالت الصحف أن المحادثات بين الرئيسين تركزت على تعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية بين مصر واليونان في المجالات المختلفة فضلا عن تبادل الآراء إزاء العديد من القضايا الإقليمية والأوروبية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الجهود المصرية والدولية لدفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط وتعزيز التعاون والتشاور في الإطار الأورومتوسطى. وأضافت أن محادثات الرئيسين مبارك وبابولياس تطرقت أيضا إلى عدد من أبرز قضايا المنطقة وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني والعراق ولبنان والسودان. وفي الشأن الفلسطيني وصفت الصحف التصريحات التي أدلى بها وزير المواصلات الإسرائيلي /إسرائيل كاتس/ حول استعداد إسرائيل لوضع خطة لربط غزة بالبنية التحتية المصرية بالتصريحات مستفزة لأنها تدعو إلى إلقاء مسئولية قطاع غزة علي عاتق مصر في محاولة للخروج من المأزق الذي تسببت فيه إسرائيل لنفسها أولا بحصار قطاع غزة وثانيا بشن الحرب الإجرامية ضدها وثالثا بالاغتيال الهمجي لقافلة /أسطول الحرية/ مما أغضب العالم. وأوضحت أن الرئيس المصري حسني مبارك ألقى عقب العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 خطابا مهما حمل عدة رسائل إلى جميع الأطراف محذرا فيها من أبعاد المؤامرة الإسرائيلية التي رآها الرئيس مبارك أنها الأكبر فيما وراء العدوان لأنها تقضي نهائيا على حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حيث تسعي إسرائيل إلى فصل غزة عن الأراضي الفلسطينية وإلقاء تبعتها على مصر. وأشارت الصحف إلى أن الرئيس المصري طالب وقتها إسرائيل بوقف العدوان فورا وسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة كما ناشد الفلسطينيين الوحدة وإنهاء الانقسام وعدم إتاحة الفرصة لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها لكن لم يستوعب الفلسطينيون حينذاك من حركة /حماس/ أو في العالم العربي والإسلامي الرسالة بل والأسوأ أن البعض رأى هذا نوعا من التنصل المصري من فتح معبر رفح وليس مخطط إسرائيلي بفتح معبر رفح لنزح الفلسطينيين من سكان القطاع إلى سيناء للتخلص من مشكلة غزة إلى الأبد. وأكدت أن تصريحات وزير المواصلات الإسرائيلي /إسرائيل كاتس/ تكشف الأبعاد الكاملة للمؤامرة الإسرائيلية على قطاع غزة مما دعا مصر على لسان المتحدث الرسمي للخارجية المصرية إلى الرفض الحاسم لهذه الأفكار التي حذرت منها مصر منذ سنوات ومن خطورتها على مستقبل القضية الفلسطينية مؤكدا على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزء من الدولة المستقبلية. وخلصت الصحف إلى التساؤل هل يتدبر الفلسطينيون الأمر وهل تعي حركة /حماس/ خطورة الموقف وهل تتنبه بعض وسائل الإعلام العربية في معالجتها للقضية الفلسطينية إلى خدمة المخططات الإسرائيلية سواء عن قصد أو بدون قصد في ظل ما يجري على الأرض الفلسطينية بما فيها قطاع غزة. // انتهى //