أولت الصحف المصرية الصادرة اليوم إهتمامها للقاء القمة الذي جمع الرئيس المصري حسني مبارك أمس مع رئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا بالإضافة إلى المباحثات التي عقدها الرئيس مبارك يوم أمس أيضا مع رئيس وزراء كيينا رايلا أودينجا. وأبرزت الصحف في عناوينها تأكيدات الزعماء الأفارقة خلال المباحثات أو في التصريحات التي عقبت المباحثات بأنه لا يمكن لأي دولة من دول منابع النيل أن تفكر في الإضرار بمصالح مصر المائية. وقالت أن إستضافة القاهرة الآن جوزيف كابيلا ورايلا أودينجا تأتي باعتبار العاصمة المصرية إحدى العواصم الافريقية الكبرى التي تحملت حتى وقت قريب أعباء النضال من أجل استقلال الدول الأفريقية وتتحمل حتى الآن أعباء الإسهام في تحقيق التنمية والاستقرار والتقدم لشعوب القارة السمراء. ولفتت إلى أن المباحثات تناولت ملف حوض النيل المثير للجدل منذ ارتضت بعض دوله الاتفاق فيما بينها على تقرير مسائل مصيرية لايصح ولايستقيم البت فيها مع إقصاء بقية دول الحوض التي يتضرر فيها حق الحياة نتيجة التلاعب أو التهرب من الالتزامات الواردة في الاتفاقيات المعقودة بين دول الحوض كافة. وأكدت أن مصر وهي تدرك مسئولياتها كدولة إفريقية كبرى في استمرار إسهامها في تعزيز التعاون والتنسيق بين جميع الدول الافريقية وخاصة دول حوض النيل تدرك أيضا مسئولياتها في الحفاظ بكل الوسائل على نصيبها المناسب من مياه النيل التي تشكل قوام الحياة في مصر. وشددت على أنه من الخطأ الإعتقاد بأن قضية مياه النيل سوف يتم حلها بين ليلة وضحاها لافتة إلى أن هذه القضية ترجع إلى50 عاما مضت على الأقل أي منذ استقلال الدول الافريقية. ودعت الصحف إلى إستمرار الحوار إلى أن يتحقق التوافق بين الطرفين حول صيغة تراعي حقوق ومصالح جميع الأطراف مع التأكيد على أنه ليس هناك موقف عدائي وعلى ضرورة ألا يتجاوب الجانبان المصري والسوداني مع دعاوى التصعيد وأن يهدئا الرأي العام الغاضب الذي تستفزه التصريحات الملتهبة من جانب بعض دول منابع النيل. وطالبت بعدم قراءة الموقف المصري الهاديء بشكل خاطيء معتبرة أن هذا التعقل يأتي إنطلاقا من خبرة عميقة ترى أن الحلول التفاوضية أحسن وأبقى وهو ما جعل قائمة الدول التي ترتبط بعلاقات متميزة مع مصر تحرص على الاستفسار وإبداء الرغبة في المساعدة مع تأكيد دعمها للموقف المصري المستند إلى حقوق تاريخية ويتعامل مع ملف الأزمة برقي تحضر وعقلانية. ومحليا لفتت الصحف إلى إقتراب موعد إنتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى التي تجري أول يونيو القادم مؤكدة أنها خطوة مهمة في دعم الحياة الحزبية والتطور الديمقراطي في مصر. ولفتت إلى ان الجميع يتطلع إلى انتخابات شفافة محايدة وتنافسية بين جميع المرشحين سواء من الحزب الوطني أو أحزاب المعارضة أو المستقلين مطالبة بضرورة تعاون وتنسيق جميع الجهات في الدولة مثل المجلس القومي لحقوق الإنسان واللجنة العليا للانتخابات والداخلية والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية لكي تخرج تلك الإنتخابات بالصورة المأمولة. //انتهى//