واصل الملتقى الإعلامي العربي السابع الذي يعقد حاليا في شيراتون الكويت عقد جلساته اليوم بجلسة رابعة ناقش خلالها "مسؤوليات رئيس التحرير" . وتطرقت الجلسة للتأثر الحاسم بالمد الالكتروني وكيفية استقبال رئيس التحرير للثورة الرقمية وكيف تعامله معها ومع التغيرات التي أحدثتها التقنية على مستوى مصدر الخبر. وقال رئيس الجلسة الدكتور علي الزعبي إن تطوير الإعلام لم يعد مقتصراً على الوسائط الجديدة أو على طرق الاتصال ، بل أن إسهامها أتى على الأدوار الفنية والكوادر المهنية داخل المؤسسات الإعلامية، معتبراً رئيس التحرير جزءاً من المنظومة الإعلامية ويتأثر بالمد التكنولوجي ويلقي بظلاله على باقي الكوادر والروافد الإعلامية بحكم محورية دوره وأهميته . وأوضح رئيس تحرير جريدة القبس وليد النصف أن دور رئيس التحرير ينقسم إلى دور استراتيجي وعمل يومي , فالأول يخرج جريدة ناجحة ومؤثرة ومنتشرة والمهم أن يخرج جريدة رابحة وإلا تخسر ويطور الربح في مستوى الجريدة مبيناً أن دور رئيس التحرير يختلف من بلد لآخر ويعتمد على الحرية المتاحة للبلد وأنه يجب على رئيس التحرير ألا يطالب بشئ لنفسه من السلطات السياسية وبذلك يكون بمقدوره أن يوجه أي سؤال لأي مسئول مادام ليست له مصلحة , مشيرا إلى انو هناك ضغوطا سياسية وعليه تحملها. وأكد أن المسؤولية تنحصر في كيفية نقل الخبر , مستعرضاً دور الأزمة الاقتصادية وكيفية التعامل الصحفي مع ذلك الوضع مشيرا إلى أهمية المحافظة على تقاليد البلد والناس , حيث أن اتخاذ الرأي صعب في بعض الأخبار ودور المرونة في ذلك. وبين أنه لابد من جعل المصداقية الطريق الصحيح لتكون مقروءة أكثر من الآخرين موضحا دور الاجتماعات برؤساء الأقسام . ورأى رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي أن الصحافة تختلف عما هي عليه في الثمانينيات وقال " إنك تستطيع أن ترى وتعلم ما يحصل في أقصى العالم وذلك بسبب التطور التكنولوجي الهائل " ، مبينا أن أي مؤسسة إعلامية تقف مكانها فإن المرحلة ستتجاوزها. وشدد على ضرورة الإفادة من التكنولوجيا خاصة بالنسبة لرؤساء التحرير التي ستسهم في الحفاظ على الربحية ، مشيرا إلى أن رئيس التحرير يجب أن يحافظ على دوره الحيوي في أن يكون قدوة للمحررين ورؤساء الأقسام من خلال تمتعه بكافة التقنيات على المستوى الشخصي ،متسائلا كيف يطاب رئيس التحرير المحررين بمعرفة الكمبيوتر مثلا ، وهو لا يعلم عن شيء، مشددا في الوقت على تنمية روح الفريق الواحد داخل المؤسسة بزيادة التطور والإنتاجية من خلال التواصل بين الأقسام التحريرية والحفاظ على نوع المشاركة فيما بينها. وأشار إلى أهمية إشراك المحررين ورؤساء الأقسام بطرح أفكار العمل التي سيلتزمون بها ، مؤكداً حتمية ترسيخ روح الانتماء كي لا يتحول المحرر إلى موظف بعد ساعات العمل ، خصوصا وأنه مرتبط في جميع الأوقات ، الأمر الذي من شأنه عدم تفويت الفرصة لأخذ أي خبر من المحرر حتى وإن كان في غير موقعه. وبين أن من شأن المكافآت المالية والتشجيعية رفع روح المحرر وزيادة ارتباطه بمؤسسته وتعد رسالته للزميل الآخر الذي يسعى إلى تطوير نفسه ، داعياً رؤساء التحرير للجلوس مع المحررين لاسيما الجدد منهم ، الأمر الذي يعد دفعة قوية لهم لتطوير أدائهم ومستواهم الصحفي. بدوره قال رئيس تحرير جريدة اليوم السابع المصرية خالد صلاح أنه لابد من أن تجاوز المفهوم التقليدي للدورة التقنية على أنها مجموعة من أجهزة الكمبيوتر ترص في صالات التحرير أو أنها نسخ عن الشبكة العنكبوتية ، مؤكداً ضرورة بناء ما يسمى بغرفة الأخبار التي تشتمل على الأخبار المنوعة بتزويد كافة أقسام الصحيفة بالأخبار ،خصوصا في ظل الأخبار السريعة التي تتداول بواسطة الهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر. وأكد على إعادة مفهوم الصفحة الأولى خصوصا أن المؤسسة الصحفية تكون قد أصدرت أخبارها المهمة على موقعها وهو التحدي الكبير الذي يمثله عملية دمج الأخبار بين الموقعين ، مشيرا إلى ضرورة وجود نظام متكامل للأخبار يصلح بواسطته استغلال أي خبر للنشر على الموقع الإلكتروني أو الصحيفة. وأكد رئيس تحرير جريدة الوقت البحرينية إبراهيم البشمي أن رئيس التحرير في العالم العربي يعاني معاناة كبيرة من قبل السلطات الرسمية كونهم يعتبرونه مبلوراً للفكرة الرئيسية للصحيفة ، مشيراً إلى أن هذه العقلية مترسخة في العالم العربي أجمع , معدداً أنواع الإعلام بين الرسمي الذي يمسك بخيوط اللعبة وهنالك الإعلام الذي يحاول أن يكون وسطا بين السلطة والشعب ،فضلا عن الإعلام الشعبي الذي يشكل وجهة نظر الناس. ورأي أن المشهد السياسي في المنطقة العربية يحتم على رؤساء التحرير التعامل مع أطياف المجتمع كافة وفقا لأهوائها وأمزجتها. في حين أوضح رئيس تحرير جريدة الغد اليمنية فيصل مكرم أننا أمام خطوط حمراء كثيرة ، إلا أن التكنولوجيا خففت من وطأة تلك الخطوط . وأشار مكرم إلى أن الصحفي يعد مقيداً بتشريعات تضعها الحكومات مما يسهم في تضييع دوره في نقل المعلومة وإرشاد الناس ، مؤكدا على المعاناة التي تواجهها الصحافة المستقلة. وعبر عن أمله في أن يخرج الملتقى بتوصيات تتجاوز المحاذير وتؤكد على حرية الصحافة وأن يكون للإعلام العربي مكانة في هذا الفضاء الرحب. // انتهى //