افتتح وزير الصناعة اللبناني ابراهام دده يان في معهد البحوث الصناعية في بيروت اليوم ورشة العمل القومية حول الصناعات المعرفية التي ينظمها المعهد بالتنسيق مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين . ويشارك في الورشة وفود من العديد من الدول العربية في مقدمتها المملكة بالإضافة الى ممثلين عن وزارة الصناعة اللبنانية ومعهد البحوث الصناعية ولجنة الأممالمتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا / الإسكوا / والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين . وركز المتحدثون في جلسة الإفتتاح كلماتهم على إبراز أهمية الصناعات المعرفية التي ساهمت في الدخول أكثر فأكثر الى عصر العولمة وتأكيدهم على ان انتقال الإنسان من حقبة الصناعات التي تتطلب جهدا بدنيا إلى عصر الصناعات المعرفية التي تتطلب جهدا فكريا بات سمة القرن الحادي والعشرين نظرا إلى اتساع آفاق تلك الصناعات وتنوعها واختراقها إدراكات الفكر وإمكانات التكهن العلمي . وأشاروا الى الإنجازات الضخمة التي تحققت من استخدام الصناعات المعرفية والمعلوماتية أدت الى الإرتقاء بالإقتصادات والتنمية العالمية وخصوصا في الإدارات العامة والخاصة والتمهيد للأدمغة العلمية المبتكرة في توفير كم هائل من المعلومات لتطوير المعرفة في كافة مجالاتها . وأكدوا على أن الدعوة إلى ورشة العمل هذه هدفها أيضا تنمية الإقبال المتزايد على المعرفة وتكنولوجيا المعلومات كعوامل حتمية للإندماج في منظومة الإقتصاد العالمي الجديد بشكل عام والإقتصاد العربي بشكل خاص . ورأوا أن ما ينقص هذه الحاضرات العربية على حداثتها ليس فقط التمويل وهو الدافع الأساس لتحقيق الابتكارات بل العمل بجد على استقطاب الأدمغة العربية المبتكرة في الخارج .. مبيينين أن نهوض الصين والهند وغيرهما من دول العالم الصاعدة لم يتحقق فقط بفعل الاستثمارات المالية الكبيرة بل بفعل إستعادة هذه الدول لأدمغتها ومهاراتها الذين ساهموا في ابتكارات الدول المتقدمة ومنحوها شهرة وسبقا. كما رأوا أن هذه الورشة تنعقد في ظروف محلية ودولية جدا بالغة التعقيد بما تحمله من تهديدات خطيرة للاقتصاديات العربية عموما والصناعة بصفة خاصة تحت تأثير التطورات المتتالية التي من أبرزها الأزمة المالية والاقتصادية العالمية .. موضحين أن المزايا التنافسية لم تعد تعتمد كما هو الحال في السابق على عناصر الإنتاج التقليدية مثل رأس المال والعمل والأرض والموقع بل على العكس من ذلك أصبح عنصر المعرفة العلمية هو العماد الأساسي في منظومة الإنتاج حتى وصلت حوالي نسبة مساهمته 70 في المئة من القيمة المضافة التقديرية في منتجات الدول الصناعية واستنادا إلى البيانات الإحصائية فقد بلغ حجم إنفاق المجموعة الأوروبية على البحث والتطوير عام 2007م حوالي 229 مليار دولار أي ما يمثل معدل نسبة 85 ر1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي وحسب نفس المصادر فإن حوالي 40 في المئة من المنشآت الأوروبية تمارس نشاطا في مجال الإختراعات. // انتهى //