أكد معالي نائب وزير التربية والتعليم، عضو المجلس التنفيذي لمنظمة "يونسكو" الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر "أن المملكة العربية السعودية بوصفها حاضنة الحرمين الشريفين وقلب العالم الإسلامي، ستبقى دائما مساندة وداعمةً لكل جهدٍ دولي من شأنه الحفاظ على السلام، والحد من كل أشكال الإرهاب والتطرف، وصولاً إلى الغاية العليا بأن يبقى هدف السلام والتعايش على رأس الأولويات في الألفية الجديدة". وقال معاليه الكلمة التي ألقاها أمام الدورة 184 للمجلس في باريس خلال الأسبوع الحالي // إن "يونسكو" تتبنى رسالة إنسانية وحضارية نبيلة، وفي كل مرة نلتقي سواء في هذا المجلس الموقر أم في المؤتمر العام وغيرها من الاجتماعات؛ نستحضر القيم الغنية بالمعاني التي تأسست عليها لخدمة التربية والثقافة والعلوم والتواصل المعرفي والإنساني، ونحاول اكتشاف الفرص والخيارات التي تنهض بعمل المنظمة وتنشر قيمها السامية//. وأضاف أن المنظمة التي تواصل اليوم نشاطها بروح وثابة متجددة مع السيدة إيرينا بوكوفا وفريق اليونسكو المتمرس والخبير، تجد أمامها ملفات غاية في الدقة والأهمية، في إطار حشد الطاقات لتكثيف وتدعيم التعاون الدولي من أجل نصرة القضايا العادلة، وحفظ الحقوق الإنسانية والثقافية وحماية التراث العالمي . وثمّن معاليه إعلان المنظمة الذي أعربت فيه عن قلقها تجاه القرار غير المقبول بضم المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم إلى التراث الإسرائيلي، مشيرا معاليه إلى أنها محاولة ترفضها كل المواثيق الدولية ومنها ميثاق هذه المنظمة وقراراتها السابقة بشأن الآثار والتراث للبلدان الواقعة تحت الاحتلال، كما نعرب عن قلقنا لاستمرار الحفريات تحت أسوار القدسالمحتلة، وذلك بالرغم من كل الإدانات الدولية والشعبية الواسعة حول العالم لما يجري من خروقات غير مسؤولة بغرض السيطرة على مقدرات الشعب الفلسطيني ومحو تراثه، وتعميق جراحاته التي لم تندمل مع الزمن، وأقربها الحرب على قطاع غزة. وأشاد ابن معمر ببنود ووثائق الدورة (184) للمجلس، مشيرا إلى أنها لخصت بعض الجهود المتميزة للمنظمة، مقدّرا أعمال المنظمة المبذولة حتى الآن وتطلعه إلى استمرارها وتكثيفها، مشيرا بشكل خاص إلى نشاطات السنة الدولية للتقارب بين الثقافات، حيث تم التخطيط والبدء في تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات استجابة لدعوة منظمة "يونسكو" في سعيها الجاد نحو بسط التعايش واستثمار خصوصيات وحضارات الشعوب في تنمية ثقافاتهم كخلاصة للتجربة الإنسانية جمعاء. وأحاط ابن معمر المجلس بأن المملكة أعدت عشرات الفعاليات الثقافية المحلية والدولية الموجهة للمواطنين وأبناء الدول الصديقة الذين يقيمون في المملكة والبالغ عددهم قرابة سبعة ملايين يمثلون ثلاثين بالمائة من إجمالي السكان، ويسهمون في النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا في كافة المجالات. ويأتي في طليعة هذه الأنشطة إقامة حفل توزيع جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في مقر منظمة "يونسكو" خلال شهر مايو المقبل، وهي واحدة من مبادرات المملكة العربية السعودية التي تنتظم في سلسلة مبادراته الهادفة إلى تقريب الأسرة الدولية؛ ليعيش الناس وفق مبادئ إنسانية أساسها العدل والتسامح والسلام والاحترام المتبادل؛ استكمالا لما استهله الملك عبدالله بالدعوة إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات خلال سنوات مضت، وما يزال هذا الملف ضمن اهتماماته و عنايته الشخصية. وقبل أيام قليلة أعلنت المملكة في مهرجان (الجنادرية) الوطني للتراث والثقافة عن إنشاء جائزة عالمية للتراث والثقافة تحمل اسم الملك عبدالله سعيا لتشجيع العناية بهذين المجالين على مستوى العالم . // انتهى //