تميز الإنسان اليمني قديماً بإبداعاته الحرفية الأنيقة وكثرة مهاراته الفطرية لارتباط تلك الصناعات الحرفية بحياته اليومية وحاجته الضرورية لتلك الأدوات والتي جعلت منه فناناً ومهاريا . فقد استخدم أدواته البسيطة في صناعة حاجياته ومتطلباته الضرورية والكمالية حتى أضحت تلك الصناعات الحرفية ذات جودة عالية تداعت لها الأخبار ووصلت منتوجات الإنسان اليمني إلى أصقاع الأرض. والحديث عن الحرف اليدوية في اليمن كثير ويطول شرحها ونظراً لثراء هذا الحرف وكثرتها فلا تكاد تخلو منطقة أو مدينة في اليمن من حرف يدوية ومهن شعبية خاصة بها تتلاءم مع طبيعة عمل سكانها ونمط حياتهم وطرق معيشتهم, وبالرغم من الزمن الطويل لهذه الحرف إلا أن حرفة صناعة الفضيات أثبتت جودتها واصبحت تنافس بقوة كبيرة الصناعات المتطورة في مختلف المجالات. وبالنظر لتاريخ هذه الصناعة فقد كان لتوافر كميات كبيرة من الرواسب المعدنية في أرض اليمن مثل الذهب والفضة والنحاس الأثر الكبير في ازدهارها فقد شكلت اللبنات الأولى الأساسية لتطوير هذه الصناعات ولعل ما ذكره المؤرخ أبو الحسن الهمداني في كتابة الجوهرتين العتيقتين وما ذكر عن منجم "الرضراض" في منطقة نهم ونتائج الدراسة الأثرية على الكربون المشع والتي أكدت أن المنجم استخدم ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن اليمنيين هم من أوائل من استخرج الفضة . // يتبع //