تعد مدينة طليطلة الأسبانية مرجعا مهما في التاريخ الإسلامي فقد اجتمع لها مالم يجتمع لمدينة غيرها فهي عاصمة للقوط الغربيين ومقر لديانتهم السابقة ومكان لحكمهم العتيد وبها عقدت المجمعات المهمة في تاريخهم الكنسي وهي مدينة اجتمع فيها حكم أتباع الأديان السماوية الثلاثة . طليطلة اسم لمع في تاريخ المسلمين ولاتزال مدينةُ شاهدةٌ على عبق التاريخ التليد وأصالة الماضي العريق قُدر لها أن تكون مقرا مهماً ومجمعاً للتراجم 0 وتُشير المصادر التاريخية الى أن طليطلة بلد غني بآثاره قوي بتراثه شامخ بقوته مُحاط بأنهاره الثلاثة مُرتفع عن كل دُنوِ عصي على كل راغب ثائر على كل سلطة . فتح المسلمون طليطلة وارثين من ملك القوط ماتنوء به أولو العصبة من القوة من كنوز مدفونة وأموال مكنوزة فأقاموا بها ردحاً من الزمن وأخضعوها تحت سلطانهم إلا أنها أبت الإنقياد والطاعة فكانت مقرا للثورات المستمرة وعدم الإنصياع لحكومة قرطبة المركزية . استقل /بنو ذي النون/ في حكم طليطلة وماجاورها من مدن وقلاع زمن ملوك الطوائف لكن رغبات جيوش النصارى مازالت متقدة وأطماعهم جادة في استرداد مجدهم القديم يُقابله تخاذل من جانب آخر تسبب في سقوط الثغر الأدنى لحدود المسلمين شمالاً لذلك سقطت طليطلة وسقطت معها أعمالها من مدن وقلاع وحصون شاهقة فلايزال سقوطها فاجعة بالنسبة لمستقبل الإسلام في الأندلس . ففي أواخر القرن الرابع هجري سقطت طليطلة فرثاها الشعراء وبكاها المحبون دلالة على خيبة أملٍ في استرداد المدينة ولو بعد حين عندما طمعت جيوش الشمال بالتوسع والإنحسار جنوباً مستهينة بقدرة دفاع المسلمين عن أرضهم . ويمضي التاريخ بسرد حقائقه ذاكراً وقائعٍ حدثت فكانت وقعة /الزلاقة/ عام 479ه بقيادة أمير المرابطين يوسف بن تاشفين وعلى الرغم من النجاح الذي كُتب لهذه المعركة إلا أنها عجزت أن تسترجع طليطلة فلم تُفلح كل المحاولات التي بُذلت للإسترجاع وكأنها للعدو سُلِمت . وعاش المسلمون بعد ذلك في طليطلة تحت حكم النصارى حتى أرغموا على ترك مدينتهم لغيرهم مكرهين ورغم ذلك لايزال صدى طُليطلة مدوياً في تاريخ الإسلام . // إنتهى //