افتتح معالي وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل علي رضا صباح اليوم ورشة عمل بعنوان / التجارب والفرص والتحديات في الاستثمار الزراعي الخارجي / نظمتها لجنة الأمن الغذائي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض وذلك بحضور معالي وزير الزراعة فهد بالغنيم. وأكد معالي وزير التجارة والصناعة في كلمته الافتتاحية أهمية موضوع ورشة العمل التي تعد فرصة نتطلع لاستعراض وبحث عدد من الجوانب ذات العلاقة بالأمن الغذائي للمملكة في اطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود يحفظه الله للاستثمار الزارعي الخارجي معبرا عن أمله في تحقق شراكة فاعلة بين كافة القطاعات وبما يحقق تطلعاتنا وطموحتنا جميعا. واوضح معاليه أن الأزمة العالمية التي شهدها العالم أدت الى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وحدوث تأثيرات سلبية على مستوى معيشة المواطنين في كثير من الدول وخاصة الدول النامية المستوردة للسلع والمنتجات الزراعية مبينا إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية الغذائية يعود الى عدة عوامل من بينها الانخفاض الكبير في الإنتاج العالمي من الحبوب والمخزون منها والتوجه نحو إنتاج الوقود الحيوي من بعض المنتجات الزراعية وقيام البلدان المصدرة للسلع الزراعية بفرض قيود واجراءات حظر لصادراتها من الحبوب وكذلك المضاربات من جانب كبار المستوردين للسلع الغذائية واللجوء الى تخزينها. وقال معالي وزير التجارة والصناعة أن هذه العوامل ساهمت في تقليص المعروض العالمي من السلع والمنتجات الزراعية وارتفاع أسعارها مشددا على إن حرص المملكة العربية السعودية في المساهمة مع بعض دول العالم لإيجاد حل لهذه المشكلة .. وفي هذا الإطار جاءت مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي وبناء شراكات تكاملية مع عدد من الدول في مختلف أنحاء العالم التي تتوفر فيها مقومات وإمكانات زراعية عالية لتنمية وإدارة الاستثمارات الزارعية في عدد من المحاصيل الزارعية الاستراتيجية بكميات كافية وأسعار مستقرة اضافة الى ضمان تطورها واستمرارها. ولفت الى حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني على انجاح المبادرة فقد صدرت توجيهات سامية كريمة بتقديم كافة التسهيلات المناسبة للمستثمرين السعوديين في الخارج في المجال الزراعي. وأفاد معاليه إن العديد من قادة الدول قد رحبت بالاستثمارات الزراعية على أراضيهم وقدموا الكثير من المساحات الزراعية للمستثمرين والشركات السعودية مشيرا الى أن المملكة حددت مجموعة من الأسس لانجاح هذه المبادرة ومن بينها التوجه للاستثمار الزراعي في الدول ذات الامكانيات الزارعية الجيدة والانظمة الاستثمارية الجاذبة مع الأخذ في الاعتبار القرب الجغرافي حتى لايؤثر ذلك في تكاليف النقل وأن يكون القطاع الخاص هو المستثمر الاساسي في الدول المستضيفة فيما تتعهد الدولة بدعم هذا القطاع ووضع الحوافز اللازمة له إضافة الى تخصيص جزء من الانتاج للاسواق المحلية للدول المستضيفة للاستثمار . وأبان معاليه ان من بين الأسس كذلك أن تعمل الدولة على حماية هذه الاستثمارات او تحقق لها الأمن والضمانات الكافية من خلال وضع معاهدات او اتفاقات طويلة المدى وأن يتم وضع آلية لضمان وصول المحاصيل الى أسواق الدولة المستضيفة للاستثمار والى أسواق المملكة بأسعار عادلة علاوة على العمل على وضع آلية خزن استراتيجي للسلع الرئيسية والأساسية للاستفادة منها في التعامل مع الأزمات ومع تقلبات الأسعار والسعي لتمويل المشروعات الخاصة بالبنية التحتية التي تتطلبها المناطق والمواقع المخصصة للاستثمارات السعودية في المجالات الزراعية والحيوانية في الدول المستضيفة من خلال الصندوق السعودي للتنمية والمؤسسات التنموية الاقليمية والدولية وإنشاء شركة سعودية للاستثمار الزراعي في الخارج تتكامل مع مستثمري القطاع السعودي في تحقيق أهداف المبادرة الزراعية. وتطرق معالي وزير التجارة والصناعة في كلمته الى جهود المملكة العربية السعودية في التصدي الى الأزمات الغذائية وتبني استراتيجية مستدامة لتحقيق الأمن الغذائي في المملكة والعالم على المدى الطويل تمثلت في تقديم المملكة لتبرع قدره 500 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي والذي ساعد هذا التبرع السخي من المملكة كثيرا من الدول الفقيرة وبالذات التي لديها نقص في الغذاء وبخاصة قارة افريقيا وذلك انطلاقا من الرسالة الحضارية المنوط بها على الصعيدين الاقليمي والعالمي واهتمام خادم الحرمين الشريفين بموضوع الغذاء العالمي والذي له دلالات كبيرة على أن مسئولية الأمن الغذائي هي مسئولية مشتركة تجاه مكافحة الجوع. وأوضح معاليه إن هذه الجهود والمساهمات لقيت تقديرا عالميا حيث تم منح الجائزة العالمية لمكافحة الجوع لعام 2008م لخادم الحرمين الشريفين خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي عقد بداية العام الحالي. ورفع معاليه باسمه واسم كافة المشاركين في أعمال الورشة أسمى التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني والعائلة المالكة والشعب السعودي بمناسبة عودة سمو ولي العهد الأمين بعد رحلته العلاجية الناجحة متمنيا لسموه دوام الصحة والعافية. //يتبع//