يعد مشروع توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف درة الأعمال الجليلة التي اضطلعت بها حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وعقد من اللآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور. وقد وضع هذا المشروع في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة العربية السعودية انطلاقا من إيمانها العميق أن تلك أمانة شرفت بها فتحملت مسؤولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل أداء للواجب واضطلاعا بالمسؤولية دونما انتظار شكر أو ثناء وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله سبحانه وتعالى وتسهيلا لأداء المسلمين مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم . وتجسيدا لهذه العناية والرعاية أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية ما يزيد على / 70 / مليار ريال على توسعة الحرمين الشريفين في السنوات الأخيرة فقط . وبناءً على الأمر الملكي الكريم بتاريخ 11 / 11 / 1427ه تم توزيع 10 مليارات ريال من فائض إيرادات العام المالي 1426 / 1427ه وعلى مدى خمسة أعوام مالية ابتداء من العام المالي 1427 / 1428ه لمشاريع المسجد الحرام والمشاعر المقدسة. ويقف مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلما إسلاميا شامخا شاهدا على ما تقوم به المملكة من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين. وتبلغ المساحة الإجمالية للتوسعة ستة وسبعين ألف متر مربع وتتكون من بدروم سفلي وآخر علوي ودور أرضى ودور أول بالإضافة إلى السطح . وشملت التوسعة ثمانية عشر مدخلا عاديا بالإضافة إلى بوابة رئيسة أطلق عليها اسم بوابة الملك فهد وهي مشابهة لبوابة الملك عبد العزيز كما شملت التوسعة مئذنتين مشابهتين للمآذن الموجودة سابقا . وتضم التوسعة سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين إلى السطح والدور الأول في وقت الذروة والمواسم خصوصا كبار السن والعجزة كما تشتمل على ثلاث قباب تبلغ مساحتها / 225 / مترا مربعا وممرات للمصلين ليتمكنوا من الدخول والخروج من والى الحرم. وقد روعي في تنفيذ المشروع أن يكون متميزا من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطا مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري. // يتبع //