أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم على الأهمية البالغة لقمة الأمن الغذائي العالمي التي عقدت مؤخرا بالعاصمة الإيطالية روما لافتة النظر إلى أن إنذارات أزمة المواد الغذائية تثير قلق العالم منذ سنوات. وقالت الصحف إن العالم استيقظ ذات صباح على تحذيرات جادة بأن زمن المواد الغذائية الرخيصة قد انتهى ولم تكد تمر شهور على هذا التحذير حتى شهدت الدنيا أزمة انهيار النظام العالمي في سبتمبر 2008م وهي أزمة عاتية أضرت باقتصاديات العالم ضررا بليغا وكانت ولاتزال تأثيراتها السلبية فادحة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وشددت على أن قضية الأمن الغذائي تتطلب التوصل إلى حلول موضوعية لها بتضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة مشكلاتها معربة عن استحسانها لما فعلته منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة عندما أصدرت تقريرا مهما تشير فيه إلى حقائق يتعين أن يأخذها صانعو القرار في تقديرهم وأولويات سياساتهم ومنها ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمعدل يتراوح بين 35 إلى 75 بالمئة وإنفاق سكان البلدان الفقيرة نحو 80 بالمئة من ميزانية الأسرة على شراء المواد الغذائية وإدخال الأزمة الاقتصادية العالمية خلال العامين الأخيرين مليون شخص جديد في دائرة الجوع الحاد. ولفتت الصحف النظر إلى أنه في ظل الزيادة السكانية المتوقعة فإن أزمة المواد الغذائية من المرشح أن تتفاقم حدتها مطالبة بتعاون دولي كبير لمواجهة ما تطلق عليه منظمة الفاو "تسونامي غذائي" يهدد الملايين. ونوهت برؤية مصر التي قدمها الرئيس حسني مبارك خلال كلمته أمام القمة وتناولت مخاطر الأوضاع الراهنة للأمن الغذائي التي تمثل تهديدا مباشرا لحياة الملايين من البشر ولحق الإنسان في الغذاء كما تهدد الاستقرار الاجتماعي لشعوب الدول النامية وتضع أعباء إضافية وصعبة لتحقيق هدف الألفية المتمثل في تخفيض عدد الجوعى إلى النصف بحلول عام 2015م. وختمت الصحف اهتماماتها بدعوة الرئيس مبارك لشراكة عالمية تتعامل مع مسببات أزمة الغذاء وتداعياتها وجذورها وينطلق منها حوار مثمر وبناء يحدد نصيب كل دولة في اجتياز هذه المأساة التي يعاني منها الجميع. // انتهى //