أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم // مع إشراقة عام دراسي جديد وإطلالة موسم معرفي فريد ، عام ترتسم على محياه بسمات الآمال الخلابة وإشراقات الفأل الجذابة من الجمال والجلال والمهابة في همم عالية وثابة لتحقيق مستقبل أفضل بإذن الله لدفع عجلة تقدم المجتمع وازدهاره ونهضة الأمة ورقيها فإن حديث المناسبة يحلو فيجلو وخواطر المحب تسلو فتعلو //. وأضاف يقول // إن بدء العام الدراسي الجديد مشهد حافل تستأنف فيه رحلة الجد والعطاء وتبدأ مسيرة الفكر والنماء وتفتح حصون العلم وتجهز دور البناء في يوم بدء الدراسة تكون انطلاقة رجال التربية والتعليم وإشراقة حملة الفكر جعلها الله انطلاقة متألقة رشيدة وبداية مشرقة حميدة إذ لا أمتع من العلم وأخباره والفكر وثماره وهل بنيت أمجاد وشيدت حضارات عبر التاريخ إلا على دعائمه وركائزه وإذا كان العالم اليوم يتنادى عبر هيئاته العالمية ومنظماته الدولية للإصلاح والتنمية ومكافحة الجهل والفقر والإرهاب والأوبئة فإنه واجد في العلم النافع المبني على الإيمان الراسخ ضالته المنشودة وفي إيجاد جيل متسلح بالعلوم والمعارف جوهرته المفقودة // وأشار فضيلته إلى أن الدين الإسلامي العظيم دين العلم والتعليم والهداية والإرشاد والإصلاح والنور والهدى والبيان لم يقف يوما ما عائقا أمام العلوم والمعارف دينية كانت أو دنيوية وأن الأمة التي رفع الله شأنها بالعلم لايحق لها أن تنحدر إلى مستوى الجهل والأمية والتخلف عن ركب الحضارة والتقدمية وإذا كان العصر عصر ثورة العلوم والتقانات فإن أمتنا الإسلامية مطالبة وهي خير أمة أخرجت للناس أن تدرك مسئولياتها التاريخية في أهمية استثمار علوم العصر وتقاناته في أداء رسالتها العالمية العظمى فهي الرحمة للعالمين والعالم بأسره والإنسانية برمتها تتطلع الى الإفادة من إرثها الحضاري العريق حيث سعدت بأعظم وأنبل حضارة عرفها التاريخ ونعم العالم بخيراتها قرونا عديدة وأزمنة مديدة وعصرنا الحاضر الذي فاق كل العصور في رقيه المادي واكتشافاته العلمية وتقاناته المذهلة لم يكن في معزل عن الإفادة من حضارة أمتنا الإسلامية الرائدة ولن يستطيع القيام بالدور الحضاري المرتقب إلا أمة جعلت العقيدة السمحة والعلم النافع الركيزة الكبرى في بناء حضارتها والروح الإيجابية البناءة ذخيرتها وعدتها. وبين فضيلته أنه في مجال العلوم والمعارف بلغت حضارتنا الإسلامية المجيدة حدا بالغا في صروح علمية شامخة في كل حواضرنا الإسلامية وعلماء مبدعين في شتى مجالات الحياة مشددا على أن العلوم والمعارف المقترنه بالتربية على الأصول والثوابت هي خير وأمضى سلاح في عصر يموج بالفتن والتحديات ويعاني المشكلات والأزمات فطرائق العلوم ومناهج التربية إنما تنبثق من عقيدة الأمة ومبادئها وتنسجم مع مقاصدها وغاياتها وقيمها تقود إلى إصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق وإعلاء شأن المثل والفضائل لافتا النظر إلى أن مظاهر الحضارة المادية في معزل عن ذلك ولذلك فلابد لطلاب العلوم والمعارف ورواد الفكر والثقافة من إعداد العدد ورسم الخطط لمستقبل واعد يربط الأجيال بعقيدتهم وحضارتهم ويجمع لهم في العلوم والمعارف بين الأصالة والمعاصرة في قلاع علم ومعرفة وصروح بناء وتربية هي محاضن الجيل وصمام الأمان لحماية عقيدة الأمة وأمنها وثوابتها والحفاظ على أصالتها وتاريخها وتراثها وأن هذه المسؤلية العظيمة لتحفظ هذه الأمة في أعز ثرواتها وأثمن ممتلكاتها وهو الاستثمار في ثروتها البشرية وهو استثمار أمثل تتضاءل أمامه كنوز الدنيا بأسرها . وقال الشيخ السديس // إن أخطر ماتعانيه هذه الحصون والمعاقل أن تؤتى من قبل المؤتمنين على الحفاظ عليها ورعايتها فيتسلل منها لواذا لصوص المعرفة والثقافة وقراصنة الفكر وسماسرة الرذيلة فيحصل للأمة ما لاتحمد عقباه . . فيا رجال التربية والتعليم ليس بخاف على شريف علمكم أنه بحفظ الأذكار والمثل وإحاطة هذا المجال المهم بسياج العقيدة والمبادئ والقيم فلسوف يؤتي أكله كل حين بإذن ربه عطاء ونماء ورقيا وازدهارا وإصلاحا وتنمية فلابد من الوعي بعظم المسئولية وثقل الأمانة وضخامة التبعة سيما في ظل المتغيرات المعاصرة ولكنها يسيرة بفضل الله إذا حسنت النوايا وصلحت المقاصد واتحدت المواقف بعيدا عن الخلافات والانقسامات والصراعات التي لايستفيد منها إلا أعداء الأمة وخصوم المجتمع // // يتبع // 1642 ت م