أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أنه ثمة شيء مؤكد لا يدركه قادة إسرائيل ألا وهو أن الجهود الحالية في عملية السلام والتعنت من قبل حكومة نيتانياهو هما الوصفة السحرية لتفجر الموقف بعنف في المنطقة وإذا لم يدرك الرئيس باراك أوباما وأركان إدارته أن الوقت الذي يمضي ليس في صالح أحد وأن المصالح الوطنية العليا للولايات المتحدة سوف تتعرض للخطر وأن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب وكل المسلمين وأن المطالبين باستعادة الأرض الفلسطينية والقدس وبقية الأرض العربية لن يتوقفوا يوما عن المطالبة بالحقوق العربية. وبينت أن الرؤية المصرية التي طرحها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل دفعة مهمة لحل القضية والنقاط الست التي تضمنتها رؤيته هي تجميد الاستيطان بالكامل بما في ذلك القدس وطرح المجتمع الدولي شكل التسوية النهائية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وتجميد النشاط الاستيطاني بحيث يتزامن مع المسار التفاوضي وإمكانية التدرج في تنفيذ التسوية طبقا لجدول زمني يتفق عليه الطرفان القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة كما أن انخراط إسرائيل في التفاوض الجاد وطبقا لجدول زمني واضح المعالم يمكن أن يعيد التفاعل العربي معها..ومن جهة أخرى أوضحت الصحف أن قضية منع انتشار الأسلحة النووية تقف في مفترق طرق دقيق للغاية وذلك بالنظر إلي ازدواجية المعايير الغربية فالدول النووية الكبرى وعلي رأسها الولاياتالمتحدة تبدو وكأنها مستعدة للتعامل مع الأمر الواقع إذا ما تمكنت دولة ما من حيازة أسلحة نووية مثل حالة إسرائيل والهند وباكستان أما إذا كانت الدولة في طريقها إلي الامتلاك فإنها تواجهها بترسانة من العقوبات ولكن في ذات الوقت تلوح لها بسلسلة من الحوافز والمزايا لم تكن تستطيع أن تحصل عليها في يوم من الأيام لو لم تقدم علي مغامرة حيازة الأسلحة النووية وهذا بالضبط ما جري عرضه علي كوريا الشمالية وإيران مجموعة عقوبات ومجموعة حوافز أهمها الاعتراف بالدور الإقليمي بل وبالنظام السياسي في كلا البلدين والاستعداد لضمه إلي الأسرة الدولية!. وأشارت إلى أن المشكلة الحقيقية مع أسلوب المعالجة هذا لقضية منع انتشار الأسلحة النووية أنه يكافئ الدول المغامرة ويضمن لها موقعا متميزا بين الأسرة الدولية في حين لا يقدم أي مزايا أو معاملة خاصة للدول التي استكانت واختارت البعد عن مسألة السلاح النووي بل والطاقة النووية مجتمعة. وأضافت أنه في اللحظة الراهنة تبدو المواجهة بين دول النادي النووي وإيران في أكثر حالاتها تجسيدا لهذا المأزق فإيران تدرك أن تمسكها بامتلاك المعرفة النووية وتخصيب اليورانيوم بل وامتلاك القنبلة النووية هو أهم الأوراق التي تستطيع من خلالها ابتزاز الدول الغربية والاعتراف بالنظام بل وثيقة التأمين ضد محاولات الخارج للإطاحة بالنظام . وخلصت الصحيفة إلى القول أنه في المقابل تدرك الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة تحديدا أن الخيار العسكري ثمنه باهظ وقد يؤخر إيران بضع سنوات إلا أنه سوف يخلط الأوراق بصورة كبيرة كما أنه سوف يفجر الوضع الإقليمي بدرجة كبيرة. // انتهى // 1140 ت م