عكست اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التي اختتمت اليوم في العاصمة السويدية ستوكهولم تنامي الخلافات وبشكل جوهري، بين حكومات دول التكتل السبع والعشرين في معاينة الموقف السياسي والأمني في أفغانستان. وعكف الوزراء الأوروبيون طلية يومين على معاينة عدد من المسائل الدولية والإقليمية ،إلا إن الموقف الأفغاني استحوذ على جزء كبير من لقائهم بسبب تداعيات قيام القوات الألمانية بقصف تسبب في مصرع عشرات المدنيين الأفغان في قندوز شمال البلاد نهار الجمعة. وتعرضت ألمانيا إلى انتقادات مفتوحة وعلنية غير مسبوقة من قبل العديد من الوزراء الأوروبيين. وفي مبادرة غير متعارف عليها في آليات العمل الأوروبي ،طالب وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر بتحديد الجهة المسئولة عن عملية قندوز والقيام بتحقيق حول القصف وملاحقة مرتكبيه. واتهم وزير خارجية لكسمبورغ جان السبورن في تصريحات لاذعة من جهته القوات الألمانية العاملة في أفغانستانبنها تصرفت بشكل غير مسئول. وقال انه لا يفهم كيف يمكن إلقاء قنابل بهذا الشكل وبهذا التسيب في إشارة إلى ما حدث في قندوز. وطالب وزير خارجية لكسمبورغ بإحداث قواعد وضوابط داخل قوات الناتو لتنظيم العمليات الحربية. ووجه وزيرا خارجية ايطاليا وبريطانيا فرانكو فراتيني ودفيد ميليباند انتقدت مباشرة لتصرفات القوات الألمانية. وأيد الوزير البريطاني دعوة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر إلى القيام بتحقيق حول ما تم تسجيله في قندوز. ودعا فراتيني إلى ما سماه بإبرام عقد مع الشعب الأفغاني. ورفضت ألمانيا التهم الموجهة إلى قواتها لعاملة في أفغانستان ولكن الوضع الأفغاني استحوذ على جدول اعمل الوزراء الأوروبيين الذين أقرا في غالبيتهم بفشل الإستراتيجية الغربية المتبعة حتى الآن في هذا البلد، سواء بشان إدارة الوضع الأمني والعسكري ،أو بشان الشق السياسي . وقالت مفوضة العلاقات الخارجية الاوروبية بيتينا فالندر انه يصعب إضفاء مصداقية على أية حكومة أفغانية مقبلة بسبب حالات التزوير المؤكدة المسجلة في الاقتراع الرئاسي الأخير الذي جرى يوم 20 أغسطس الماضي ولم تعلن نتائجه الرسمية حتى الآن. ويقول الدبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي، وأمام فشل الإستراتيجية العسكرية الحالية في أفغانستان يتجه إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة المركزية في كابول لدفعها نحو الانفتاح على مختلف الشرائح الأفغانية . وقال خافير سولانا ان الاتحاد الأوروبي يجب أن يتعامل من هنا فصاعدا مع حكومة أفغانية لا يشوبها الفساد.. وأوضح ان تقديم الدعم المالي وبدون حدود إلى حكومة مشكوك في نزاهتها لن يؤدي إلى نتائج ايجابية. وقال مصدر أوروبي ان الاتحاد الأوروبي يخطط لعقد مؤتمر دولي حول أفغانستان بداية العام المقبل في كابول لبحث سبل تطوير أداء السلطات الأفغانية وإحكام الرقابة الدولية عليها.. كما اتفقت الدول الاوروبية على عقد قمة مع باكستان لم يتم تحديد موعد نهائي لها ولبحث سبل إحداث مقاربة مشتركة بين بروكسل وإسلام آباد لمساعدة الأفغان على تكريس الاستقرار الأمني و السياسي. //انتهى// 1809 ت م