بقيت قلعة الرحبة التاريخية غربي مدينة الميادين بمنطقة دير الزور السورية على ضفاف نهر الفرات شاهدة بأطلالها المتبقية على مدينة الرحبة التي بادت ومحيت معالمها بعد أن كانت في يوم من الأيام عامرة بسكانها قبل أن يدمرها زلزال سنة 1157م . وأشار مدير الآثار والمتاحف في محافظة دير الزور ياسر شوحان في تصريح نشر اليوم إلى أن كلمة الرحبة بالعربية تعني المكان الواسع وأصل الكلمة آرامية وهي (رحبوت النهر) وتعني المدينة الرحبة على النهر مبينا أن القلعة تبعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة الميادين أي أربعين كيلومترا عن مدينة دير الزور. كما أشار الى أن مالك بن طوق بن عتاب التغلبي هو من بنى تلك القلعة وبجوارها المدينة في عهد الخليفة العباسي المأمون وقد توالى على حكمها كل من عضد الدولة البويهي سنة992م والمستنصر الخليفة الفاطمي سنة 1055 م وعماد الدين الزنكي سنة 1107 م إلى أن ضرب المنطقة زلزال دمر المدينة وقلعتها التي أعاد بناؤها أسد الدين شيركوه حاكم حمص سنة 1164 في العهد الأيوبي إلى أن دمرها المغول في حملة قازان خان على الشام سنة 1302 م. وأوضح أن القلعة تقع على هضبة كلسية ترتفع 42 مترا عن سطح الأرض و244 مترا عن سطح البحر ويحيط بها خندق شديد الإنحدار يملأ بالماء من قناة سقي تسمى (سعيد الخير) مسحوبة من نهر الفرات .. ويوجد جسر يصل بين خارج القلعة ومدخلها الرئيسى وبنيت من الحجر الاندفاعي المجلوب من البادية بالإضافة إلى القرميد والآجر في بعض أجزائها. وأضاف أن للقلعة سوران على شكل مخمس السور الخارجي طوله 274 مترا والداخلي طوله 95 مترا ويوجد فيها خمسة أبراج موزعة على كل الجهات ويربط بين الأبراج ممر علوى لتأمين حركة الحراس كما تحوي من الداخل ثلاثة طوابق سفلية الأول والثاني عبارة عن غرف ومستودعات أما الطابق السفلي الثالث فهو عبارة عن خزان ضخم للماء . وأضاف شوحان ان البعثات الأثرية التي تعاقبت على منطقة المدينة المندثرة وأطلال قلعتها تمكنت من تحديد دقيق لتاريخ المنطقة ثم قامت بعثة أثرية سورية عام 2006م بالتنقيب فى المدخل الرئيسى للقلعة وازاحة الأتربة عن الممر والطوابق السفلية الثلاثة والمستودعات واستمر العمل حتى عام 2007م وتم الكشف عن القطاع الشمالى الغربي من الساحة العلوية إضافة لرسائل ورقية عائدة إلى الفترة الأيوبية ذات مضامين مختلفة من أحوال المنطقة وعقود زواج ومنها ما يحوي شعرا وبعض تلك الرسائل كان ملفوفا على أسهم لافتا إلى أن البعثة اكتشفت أساور زجاجية وقطع حجرية بازلتية كانت تستخدم للرمي على العدو دفاعا عن القلعة المذكورة . // انتهى // 1359 ت م