سجلت طرق دفن الموتى لدى الحضارات القديمة في وادي الفرات الأوسط اختلافا وفق المعتقدات الذهنية لكل فترة تاريخية عاشت خلالها تلك الحضارات . ودللت ملاحظات سورية مختصة بعلم الآثار أن عمليات التنقيبات الأثرية أسفرت عن وجود مدافن مختلفة وضعت فيها الجثث بعناية فائقة تدل على الاعتقاد الكامل لتلك الحضارات بحياة ما بعد الموت والخلود في العالم الآخر . وأوضح مدير المتاحف والآثار في منطقة دير الزور ياسر شوحان أن أول ظاهرة للدفن اكتشفت في منطقة الفرات الأوسط تعود للألف الخامس قبل الميلاد حيث كان الدفن يتم تحت أرضيات المنازل أسفل الجدار ويراعى أن يتجه الوجه للجدار بالوضعية الجنبية وتدفن إلى جانب الميت مرفقات جنائزية مثل الأواني المنزلية التي كان يستخدمها والأسلحة والحلي وغيرها . وأفاد أنه في الألف الثالث قبل الميلاد المعروف أثريا بفترة حكم " الأكاديين " كان الدفن يتم في قبو مبني بجدران من القرميد ومسقوف على شكل جملون السقف المائل ، وتعود هذه المدافن للأغنياء والموسرين ماديا ، أما حالات الدفن الشعبي لعامة الناس فكان يتم دون أي وقاية ويكون محاطا بطبقة من الجرار الصغيرة تحوي مرفقات جنائزية للميت . وأشار شوحان إلى أنه في الألف الرابع قبل الميلاد شاع نموذج آخر للدفن وهو الدفن داخل جرار فخارية حيث كان يتم وضع الميت إذا كان صغيرا داخل جرة وتسد فوهتها بالجص وتدفن في التراب إما إذا كان الميت كبيرا فيؤتى بجرتين تقص قاعدتيهما ويتم وضع الميت داخلهما وتلحم قاعدتيهما بالجص وتسد الفوهتان أيضا به وتدفن تحت التراب . //يتبع// . 1351 ت م