مهنة السقاية ما تزال تمارس في المدينةالمنورة حيث يتوارثها الأجيال عن الآباء ويرددون ( سبيلنا سبيلكم سبيل الله يا عطشان ) هذه الأهزوجة الشعبية التي يشدون بها في مناسبات وأفراح أهالي المدينةالمنورة حيث يقوم السقايون بالتجول على الضيوف ويقدمون الماء البارد المعطر للتخفيف من حرارة الصيف كصورة شعبية تنال استحسان الجميع حتى أصبحت من أبرز المظاهر السياحية بالمدينةالمنورة . وهذه الصورة هي تجسيد لعادة تعارف عليها أهالي المدينةالمنورة في الأزمنة الماضية وتعرف ب ( السبيل ) وهو مصطلح يدل على منهل الماء الذي يقام في الأماكن العامة ليستقي الناس منها , وعلى مدى التاريخ حرص الكثير من الولاة والأثرياء في المدينةالمنورة على إقامة ( سبيل الماء ) لوجه الله تعالى لما فيها من الثواب وفعل الخير. وكانت السبل في أول أمرها ملحقة بالمساجد وامتداداً للمبادرة وحب الصدقة استقل ( السبيل.. سبيل الماء ) بأشكال عديدة عبر النقش الحجري والنمنمة البارعة التي تجسد رقي العمارة الإسلامية مع تزينها بالزخارف والنقوش والكتابات القرآنية والأقواس المعمودة أو الأقواس الملساء والأقواس الكتابية من شعر أو آيات القرآن الكريم حيث ألحقت بأطراف القصور والمزارع والدور والأسواق ويجسد مدى العناية والاهتمام بهذه الإنشاءات مساحة من شخصيتهم وبذلهم يزيدها تناسقاً ودقة في الهندسة والمتانة أمام عوارض الزمن. // انتهى // 1030 ت م