( سبيلنا سبيلكم سبيل الله يا عطشان ) هذه الأهزوجة الشعبية يشدو بها أحد أشهر الساقيين في المدينةالمنورة المشارك بجناح بيت المدينة بالجنادرية . وتعد هذه الحرفة التي يشدو بها العم مالك جبلاوي في سوق المدينةالمنورة في الجنادرية من اقدم الحرف بالمدينةالمنورة حيث يقوم بالتجول في السوق ويقدم الماء البارد المعطر للزوار كصورة شعبية تنال استحسان الجميع وهذه الصورة هي تجسيد لعادة تعارف عليها أهالي المدينةالمنورة في الأزمنة الماضية وتعرف ب ( السبيل ) وهو مصطلح يدل على منهل الماء الذي يقام في الأماكن العامة ليستقي الناس منها وعلى مدى التاريخ حرص الكثير من الولاة والأثرياء في المدينةالمنورة على إقامة ( سبيل الماء ) لوجه الله تعالى لما فيها من الثواب وفعل الخير . وكانت السبل في أول أمرها ملحقة بالمساجد وامتداداً للمبادرة وحب الصدقة استقل ( السبيل .. سبيل الماء ) بأشكال عبر نقش حجري ونمنمة بارعة تجسد رقي العمارة الإسلامية تزينها الزخارف والنقوش والكتابات القرآنية والأقواس المعمودة أو الأقواس الملساء والأقواس الكتابية من شعر أو آيات القرآن الكريم ، وألحقت بأطراف القصور والمزارع والدور والأسواق ، ويجسد مدى العناية والاهتمام بهذه الإنشاءات مساحة من شخصيتهم وبذلهم يزيدها تناسقاً ودقة في الهندسة والمتانة أمام عوارض الزمن . // انتهى // 1009 ت م