تواجه دول التكتل الأوروبي والمؤسسات الاتحادية الأوروبية في بروكسل انقسامات فعلية وحادة بشان تحديد خيارات مشتركة للتحرك ضمن إطار مفاوضات منظمة التجارة العالمية والتي تواجه مأزقا حاليا في جنيف للأسبوع الثاني على التوالي. وذكر مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن فرنسا صعدت من ضغوطها وبشكل مفتوح على المفوضية الأوروبية كي تتراجع عن العرض الذي يدافع عنه وباسم دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين مفاوض التجارة الأوروبي بيتر ماندلسون في جنيف حاليا. وأجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الأوروبية اتصالا هاتفيا مع رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانوال باروزو لمطالبته بثني ماندلسون عن تقديم تنازلات جديدة خلال المفاوضات الجارية. وأكد نفس المصدر الأوروبي أن الرئيس الفرنسي طالب بان يقوم ماندلسون باللقاء معه في فرنسا بشكل عاجل ولكن المسئول التجاري الأوروبي اعتذر عن ذلك . وفاجأت الحكومة الفرنسية شريكاتها في بروكسل بالإعلان رسميا إنها لن توقع على أي تسوية يجري بحثها حاليا في جنيف و في المرحلة الحالية وهو ما يعني توجه المفوضات إلى الفشل. وتقول المفوضية الأوروبية وخلافا لما تردده فرنسا إن مفاوضات جنيف الحالية لن تشهد عملية تصويت عند اختتامها هذه المرة وإنما تهدف فقط إلى بلورة تسوية مقبولة من كافة الأطراف الدولية وان المرحلة الأخيرة ستشمل تجارة الخدمات وموضوع المالية الفكرية وعند تخطي حاجزي الزراعة والصناعة . وأعلن وزير الزراعة الفرنسي ميشل بارنيه خلال مؤتمر صحفي عقده في بروكسل أنه من الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق للتجارة العالمية هذا العام عن الموافقة على مبادئ مقترحات الحل الوسط الذي يثير استحسانا مبدئيا من جانب المفوضية الأوروبية . وقال الوزير الفرنسي إن ما يجري إعداده هو صفقة سيئة وان باريس وعلى خلاف بروكسل تفضل عدم الاتفاق عن اتفاق سيء.. // انتهى // 0927 ت م