أكد مصدر دبلوماسي أوروبي مطلع اليوم في بروكسل ان الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين مساء أمس مع وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني شهد مواجهة فعلية وحادة بين معسكرين متناقضين بشان آلية التعامل الأوروبي المشترك مع الحكومة الإسرائيلية وتحديدا بشان الجرائم الصارخة المترتبة في غزة حول أكثر من ثلاث اسابيع من العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد مدنيين يعانون من الحصار لأكثر من ثمانية عشر شهرا على التوالي . وقال المصدر ان ألمانيا وايطاليا وهولندا ورومانيا واقفت بشكل رسمي وعلني ضد أي تحرك لإصدار مجرد نداء أوروبي لإدانة استهداف اسرائيل المتعمد لمرافق تابعة للأمم المتحدة او التوجه إلى التحقيق في احتمال تسجيل جرائم حرب في القطاع الفلسطيني. وقال المصدر ان قبرص المدعومة من قبل السويد وبلجيكا واليونان وايرلندا طالبت رسميا من جانبها بان يدعم الاتحاد الأوروبي أي تحرك دولي للبدء في تحقيق بشان الجرائم الإسرائيلية. ولم يحظ الترك القبرصي بدعم الدول الأخرى مثل فرنسا واسبانيا وبريطانيا التي فضلت الصمت حسب نفس المصدر الذي أوضح ان بريطانيا حذرت من أي إدانة للعمليات العسكرية الإسرائيلية تحت تبرير أنها قد تكبل أية عمليات عسكرية ينفذها الاتحاد الأوروبي في مناطق أخرى مثل أفغانستان والصومال وحتى العراق. ويدور جدل كبير داخل الأوساط الأوروبية بشان الموقف الواجب اتخاذه تجاه استهداف اسرائيل لمرافق الأممالمتحدة تحديدا حيث طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شخصيا بضرورة التحقيق في الجرائم الإسرائيلية ضد الهيئة الدولية. وتفضل بعض الدول الأوروبية حاليا الفصل بين استهداف مرافق الأممالمتحدة وبين ممارسات اسرائيل ضد الفلسطينيين. وتلقت اسرائيل دعما صريحا من وزير خارجية جمهورية التشيك كارل شفارتسنبيرغ الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي الذي صرح خلال مؤتمر صحفي مع منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا ووزيرة الخارجية الإسرائيلية لينفي أن الاتحاد الأوروبي يثق في المحاكم الإسرائيلية أكثر من ثقته في العدالة الدولية ولم يفند سولانا تصريحات الوزير التشيكي. وقال شفارتنزبيرغ انه سمع بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة ولكنه يثق في تصرفات المدعي الإسرائيلي وقال ان الركون الى محكمة الجزاء الدولية غير ضروري في حالة قيام اسرائيل بمهام التحقيق. وحصلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني على تعهدات أوروبية ملزمة بشان مشاركة أوروبية في إحكام القبضة العسكرية والأمنية على قطاع غزة وعدم الاعتراف بحركة حماس والاقتصار في دور أوروبا على شق تقديم المساعدات الإنسانية وعدم الضغط على اسرائيل سياسيا وعدم التدخل في الحملة الانتخابية الإسرائيلية الى جانب الاستمرار في مشروع رفع العلاقات الأوروبية الإسرائيلية وفق الأجندة المحددة قبل بداية العمليات العسكرية ضد قطاع غزة. //انتهى// 1300 ت م