بدأت صباح اليوم ندوة التعاون المدني العسكري التي تنظمها الهيئة العامة للطيران المدني وذلك في فندق المريديان بجدة . وقد ألقى نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لخدمات الملاحة الجوية المهندس محمد بن احمد السالمي كلمة رحب فيها برئيس هيئة عمليات القوات الجوية اللواء بدر العثمان وجميع الوفود العسكرية المشاركة في هذه الندوة من القوات المسلحة ( الجوية والبرية والبحرية ) ورئاسة الحرس الوطني والدفاع المدني . وأشار إلى أن الندوة تأتي ضمن جهود الهيئة وسعيها الدائم لرفع كفاءة وجودة خدمات الملاحة الجوية وتامين أعلى درجات السلامة والانسيابية للحركة الجوية للأجواء والمطارات السعودية مؤكداً أن هذه الأجواء تعد احد أهم الموارد الطبيعية لأي دولة وخاصة إذا حباها الله بموقع ومساحة كالتي تتمتع بها المملكة العربية السعودية . وأكد أن الهيئة العامة للطيران المدني تعمل دوما على تحديث واستبدال أنظمة الملاحة الجوية بمواكبة التقدم التقني في هذا المجال لافتا إلى انه وبالرغم من أن المجال الجوي مورد لا ينضب إلا انه محدود الحجم تتأثر طاقته الاستيعابية بالاستخدامات الخاصة لبعض الأغراض الغير مرتبطة بالطيران المدني . وقال المهندس السالمي // إن الهيئة العامة للطيران المدني تواجه بعض التحديات التي فرضتها عدة عوامل ومنها الازدياد المضطرد للحركة الجوية في إقليم الشرق الأوسط والتي بلغت /8,9 / في المائة في عام 2008 م وكذلك التوسع في أعداد الطائرات التي ستقتنيها شركات الطيران الخليجية والتي قد تضاعف حجم الحركة الجوية في المستقبل القريب بالإضافة إلى وجود ستة مطارات دولية سريعة النمو والتوسع في كل من دول البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى مطار الملك فهد الدولي بمدينة الدمام وذلك في مساحة لا تزيد عن / 600 / كيلومتر مربع وكذلك إلى متطلبات الخطة الإقليمية لمنظمة الطيران المدني الدولي ومواكبة المستجدات التقنية والعملياتية في مجال الملاحة الجوية مما يجعل شدة المنافسة لدى الدول المجاورة واضحة بسبب توفر البدائل من خلال تحسينات خدمات الملاحة الجوية التي تقدمها . وأوضح المهندس السالمي أن كل تلك العوامل أدت إلى ازدحام المجال الجوي وكثرة الاختناقات بالإضافة إلى زيادة العبء على عمل المراقب الجوي الحساس مما قد تدفع الطائرات إلى التحليق بالقرب من بعضها البعض وبالتالي تتسبب في معظم الحوادث التي يشهدها العالم الأمر الذي بات يقلق سلامة وكفاءة الطيران في أجواء المملكة . وبيّن أن الهيئة قامت باتخاذ خطوات هامة تهدف منها إلى تطوير سلامة المجال الجوي وكفاءته مؤكدا بأن انعقاد هذه الندوة يأتي استكمالا لمشروع إعادة هيكلة المجال الجوي السعودي والذي تقوم إدارة خدمات الملاحة الجوية بتنفيذه بالتعاون مع الخدمات الجوية الاسترالية وذلك سعيا لمواجهة تلك التحديات والتغلب عليها مضيفا بان مخرجات هذا المشروع تتمثل في إيجاد طرق جوية مباشرة توفر الكثير من الوقود المستهلك في الرحلات الجوية مع اختصار الوقت اللازم لها واستحداث عدد اكبر من الطرق الجوية بتقليص الازدحام وفك الاختناقات وزيادة الطاقة الاستيعابية للأجواء وبالتالي تخفيف عبء عمل المراقب الجوي سعيا إلى الوصول إلى أعلى معدلات السلامة والكفاءة الأمر الذي سيرفع من شانه الطاقة الاستيعابية ويعزز القدرة التنافسية ويساعد على استقطاب المزيد من الحركة الجوية وبالتالي زيادة العوائد المالية مما يعود بالنفع على اقتصاد المملكة . عقب ذلك تحدث مدير إدارة المجال الجوي بالهيئة إبراهيم الجابري عن أهمية المجال الجوي وسلامة اقتصاده وبيئته والوضع الراهن والمستقبلي وابرز المعوقات التي تواجه خدمات الملاحة الجوية ثم نبذة عن إدارة الحركة الجوية استعرض من خلالها المشرف على إدارة الحركة الجوية بالهيئة عون القرني الوضع الحالي لعملية التعاون والتنسيق المدني والعسكري . بعد ذلك استعرض بيتر كوبون من الخدمات الجوية الاسترالية نتائج دراسة إعادة هيكلة المجال الجوي بالمملكة والتجربة الاسترالية ثم تحدث هيربرت شرام من الخدمات الجوية الألمانية عن التجربة الألمانية في هذا الشأن بينما تطرق مدير الترحيل الجوي بالخطوط السعودية محمد هوساوي بنبذة عن متطلبات شركات الطيران في التخطيط للمجال الجوي . وقد تم فتح باب النقاش بعد ذلك حول نتائج دراسة إعادة هيكلة الأجواء ، وفي نهاية الندوة نوقشت ملخصات اليوم الأول من فعاليات الندوة بينما ستواصل فعاليتها يوم غدا الثلاثاء حيث ستختتم فعالياتها . // انتهى // 1348 ت م