استئنف رؤساء دول وحكومات التكتل الأوروبي السبع والعشرين أعمال قمتهم النصف سنوية العادية المكرسة للشؤون الاقتصادية في بروكسل برئاسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الاوروبية . وبعد أن اتفق القادة الأوروبيون مبدئيا الليلة الماضية على اعتماد الإجراءات والخطوات المتخذة من قبل قمة منطقة اليورو الأحد الماضي في باريس لدعم المؤسسات المصرفية وضمان آليات الاقتراض فيما بينها يتجه زعماء التكتل إلى الاتفاق على خطة تحرك جماعية للمطالبة بإعادة هيكلة النظام النقدي العالمي وتحديد قواعد للتعامل لتنظيم العلاقة بين المؤسسات المصرفية الوطنية والعالمية وتحديد ضوابط لأسواق المال . وأعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية ان أوروبا التي قدمت نموذجا ايجابيا في معالجة الأزمة المصرفية وأقرت بالأخطاء المرتكبة في هذا القطاع تنتظر من الأطراف الأخرى ان تقبل بإصلاح النظام النقدي العالمي وتقر هي الأخرى بالأخطاء المرتكبة من جانبها . ويتجه ساركوزي الى واشنطن يوم السبت المقبل للاجتماع مع الرئيس الأمريكي جورج بوش رفقة رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه مانويل باروزو لنقل توصيات القمة الاوروبية للولايات المتحدة والسعي بشكل مشترك للإعداد لقمة عالمية تضم الدول الصناعية والدول ذات النمو الاقتصادي المتقدم قبل نهاية العام الجاري لإرساء خطة لإدارة شاملة للأوضاع النقدية . وفيما دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الى إصلاح أداء صندوق النقد الدولي فقد تجاوز الرئيس الفرنسي هذا الطرح واعتبر انه حان الوقت لمراجعة شاملة لمجمل آليات ( بريتون ودس) الشهيرة التي كانت وراء إرساء النظام النقدي والمالي العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن . وموازاة لذلك دعت ألمانيا الى التركيز على إعادة الروح في صناديق المضاربات المالية وفي سير وكالات التقييم النقدي ، فيما ارتفعت عدة أصوات في مقر القمة الاوروبية بوضع حد للملاذات الضريبية داخل وخارج أوروبا حيث يتم تسجيل حالات الإفلات من الأداء الضريبي بشكل خطير وما يسببه ذلك من خلل على موازنات العديد من الدول وإضطراب على السوق الداخلية الاوروبية نفسها . // يتبع // 1125 ت م