أبرزت الصحف الباكستانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء أنباء أداء الرئيس المنتخب آصف علي زردراي اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الثاني عشر لجمهورية باكستانية الإسلامية خلفاً للجنرال المتقاعد برويز مشرف الذي استقال الشهر الماضي عن سدة الحكم وسط ضغوط الائتلاف الحاكم. وأشارت الصحف إلى مشاركة عدد كبير من المسئولين الباكستانيين المدنيين والعسكريين والدبلوماسيين وزعماء الأحزاب السياسية الموالية للحكومة والمعارضة في مراسم أداء اليمين التي جرت في القصر الرئاسي في إسلام آباد، بينما كان الرئيس الأفغاني حامد كرزي ضيف الشرف الذي دعي إلى باكستان لحضور مراسم أداء زرداري لليمين الدستورية. وتطرقت الصحف إلى المؤتمر الصحفي الصفي المشترك الذي عقده الرئيس زرداري مع الرئيس كزري عقب مراسم أداء اليمين والذي اعتبر أول تصريحات للرئيس الجديد، مشيرة إلى أهم ما ورد فيه حيث أكد الرئيسان عن عزمهما على العمل مشتركاً في مجال مكافحة الإرهاب الذي وصفاه بالعدو المشترك لبلديهما، فيما قال الرئيس الباكستاني أنه قبل منصب الرئاسة باسم زوجته الراحلة بينظير بوتو، موضحا أن باكستان تؤمن بالتعايش السلمي مع كافة دول الجوار كما أن حكومته تؤمن بالمصالحة الوطنية مع باقي القوى الديمقراطية في البلاد، وأنها عازمة على التعامل مع الإرهاب والتطرف وفق استراتيجية شاملة. وأوضح إن باكستان لا تشارك في هذه الحرب بل إنها تدافع عن نفسها ضد الإرهاب. أما الرئيس الأفغاني فقد أعرب عن دعمه ودعم بلاده غير المحدود لباكستان شعبها وحكومتها ورئيسها المنتخب آصف علي زرداري، مؤكداً أن بلاده ستواصل حربها ضد الإرهاب جنبا إلى جنب مع باكستان. بينما ذهبت بعض الصحف إلى أن تصريحات الرئيس جديد خيبت آمال الشعب الباكستاني الذي كان ينتظر منه إعلانات هامة حول المسائل الوطنية الهامة، مشيرة إلى أنه استضاف الرئيس الأفغاني الذي لا يعتبر من أصدقاء باكستان المقربين في مراسم أداءه اليمين ومن ثم شاركه في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد توليه الرئاسة بشكل رسمي وتحدثه عن قضايا لا تحمل أهمية كبرى لدى الشعب، مما زاد من خيبة أمل الباكستانيين في الرئيس الجديد الذي تهرب عن الإجابة على الأسئلة التي طرحت عليه حول المسائل الهامة التي تواجهها البلاد لاسيما مسألة إعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم وإلغاء التعديلات الدستورية التي أدخلها سلفه برويز مشرف على الدستور لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية على حساب صلاحيات رئيس الوزراء والبرلمان، والهجمات التي تشنها قوات التحالف داخل الأراضي الباكستانية في منطقة القبائل. فيما استبشرت بعض الصحف بعزم الرئيس الجديد على زيارة الصين في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصب الرئاسة بأنها تعطي إشارات إيجابية حول أنه لا يولي اهتماماً كبيراً للسياسات الأمريكية. وألقت الصحف الضوء على الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء الباكستاني مع الرئيس الأفغاني حيث دعا كل من إسلام وآباد وكابول إلى ضرورة العمل مشتركاً من أجل مواجهة تحدي الإرهاب والتطرف الذي أصبح من أكبر التحديات التي يواجهها البلدان بشكل مشترك، مؤكداً إيمان باكستان في أن الاستقرار داخل أفغانستان يصب بشكل مباشر في صالحها. ونشرت الصحف الباكستانية تحذير فرنسا من النتائج العكسية التي يمكن أن تخلفها ضربات القوات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية والتي تسفر عادة عن مقتل مدنيين، وانعكاس ذلك سلباً على الوضع السياسي والشراكة بين أفغانستانوباكستان والمجتمع الدولي. وعلى الصعيد الأمني نشرت الصحف أنباء مصرع سبعة مسلحين من حركة طالبان وإصابة خمسة آخرين في عمليات القصف التي شنتها قوات الأمن الباكستانية أمس على معاقل المسلحين في مقاطعة باجور القبائلية المحاذية للحدود الأفغانية، بينما أعلنت وزارة الداخلية حالة التأهب القصوي في صفوف قوات الأمن ووكالاتها لملاحقة عشرة انتحاريين تمكنوا من التسلل إلى داخل الإقليم لتنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية التي تستهدف أماكن وشخصيات حساسة في البلاد. كما تطرقت إلى أنباء خطف مسلحين مجهولين لشاحنة كانت تحمل أكثر من خمسمائة كيلوجرام من المتفجرات في منطقة تاكسيلا العسكرية التي تشتهر بالصناعات العسكرية. أما على الصعيد الاقتصادي فقد أشارت الصحف إلى تحسن مؤشرات بورصة كراتشي عاصمة المال والأعمال الباكستانية نسبياً مع التزام أعضاء لجنة منظميها على تجميد أسعار المؤشر العام وسط التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد. م.ر // انتهى // 0931 ت م