يسعى الاتحاد الأوروبي إلى طمأنة أوكرانيا بشأن مستقبل ارتباطها بآليات العمل الأوروبي المشترك ولكن دون تمكينها من مكانة متقدمة ترقى إلى درجة العضوية التامة للتكتل في هذه المرحلة. ويعقد الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا لقاء على مستوى القمة نهار غد الثلاثاء في مدينة ايفيان الفرنسية تخيم عليها تداعيات الأزمة بين موسكو وتيبليسي على علاقات التكتل مع الدول المتاخمة لروسيا أولا والوضع السياسي المتوتر داخل أوكرانيا نفسها ثانيا. وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل ان الاتحاد الأوروبي سيقترح خلال هذه القمة توقيع اتفاقية للشركة مع أوكرانيا ولكن دون أن يخطو خطوات إضافية بسبب الخلافات داخل الدول الاوروبية والمتعلقة بتحديد البعد الفعلي للعلاقات مع كييف .. وإبان احتدام الأزمة الأخيرة بين روسيا وجورجيا طالبت عدة دول شرقية ودول البلطيق الثلاث والسويد بالإسراع في وتيرة دمج أوكرانيا في آليات العمل الأوروبي للرد على التحركات الروسية واستباق أية خطة لزعزعة استقرار هذا البلد. ولكن ألمانيا ودول البينيلوكس والنمسا ترفض بشدة هذا التوجه حاليا كما ان التطورات السياسية الداخلية المسجلة في أوكرانيا واحتدام الصراع بين الموالين والمناهضين لموسكو تعد عناصر دفع بالأوروبيين إلى الحذر. ولم يتمن السفراء الدائمون لدول التكتل الأوروبي السبع والعشرين الاسبوع الماضي و عند إعدادهم للقمة الاوروبية الأوكرانية من بلورة حل وسط فيما بينهم . وتقول فرنسا التي تتولى حاليا إدارة الشؤون الاوروبية إن على الطرف الأوكراني الأخذ بعين الاعتبار تداعيات الأزمة الجورجية وعدم مطالبة الاتحاد الأوروبي بمزايا وتنازلات قد تثير الشريك الروسي . ولكن فرنسا التي تعارض ضم تركيا للاتحاد تؤيد وفي المقابل فتح باب العضوية لأوكرانيا لاعتبارات إستراتيجية ولمواجهة النفوذ الألماني في وسط وشرق القارة. وتقول مسودة البيان الختامي للقمة الأوكرانية الاوروبية التي ستجري أعمالها غدا الثلاثاء إن اتفاقية الشراكة المقترحة تترك الباب مفتوحا لتطوير تدريجي للعلاقات بين الطرفين. وتقول المسودة ان أوكرانيا هي بلد اوروبي يتقاسم تاريخا مشتركا مع دول التكتل . ولكن ورغم تحركات الأطراف الاوروبية المؤيدة لأوكرانيا فان الجبهة المناهضة لضمها لفعلي والمؤسساتي للاتحاد الأوروبي باتت تتسع. وأعلنت هولندا أن ضم أوكرانيا لا يمكن أن يتم إلا عبر إعادة هيكلة سياسة توسيع الاتحاد الأوروبي برمتها وتطوير أدائه الداخلي عبر اعتماد نص مؤسساتي جديد. أما ألمانيا واسبانيا وبلجيكا والبرتغال فإنها تدعو إلى التمهل بشان تسهيل عمليات منح تأشيرات الدخول إلى الرعايا الأوكرانيين إلى الفضاء الأوروبي حفاظا على سوق العمل الاوروبية بالدرجة الأولى. // انتهى // 1228 ت م