وصفت المستشارة انجيلا ميركيل مؤتمر زعماء الاتحاد الاوروبي الاستثنائي حول النزاع في القوقاز بين روسيا وجورجيا الذي عقد ببروكسل أمس الاثنين بمثابة اشارة واضحة بأن الاوروبيين متضامنون بسياستهم الخارجية من خلال اتفاقهم على ضرورة استمرار الحوار مع روسيا وان اتفاق الشراكة مع موسكو ستسأنف اذا ما قامت موسكو بسحب جنودها بشكل كامل من جميع الارضي الجورجية معتبرة اجماع الاوروبيين على هذه السياسة ورفضهم اتخاذ اي عقوبات اقتصادية ضد روسيا نجاحا لهذه القمة الطارئة . الا أن خبير شئون السياسة الروسية في الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية الكسندر رار وصف الرد الاوروبي على الروس بأنه متواضع للغاية الا أنه أكثر تضامنا في السياسة الخارجية من مؤتمر الاوروبيين الاستثنائي الذي عقد ببروكسل قبيل بدء الحرب ضد العراق في عام 2003 اذ عاد الاوروبيون من المؤتمر الى بلادهم وهم أكثر انشقاقا جراء تأييد بولندا والتشيك والدول الاوروبية الجديدة العضوية في الاتحاد للحرب ضد العراق واعلانهم المشاركة فيها . اما الاجماع على ضرورة استئناف الحوار مع موسكو وربط مناقشات شراكة روسيا مع الاوروبيين بانسحاب موسكو من جورجيا يعتبر عودة خجولة للتضامن الاوروبي وعلى الاوروبيين السعي لعودة قوة سياستهم الخارجية حتى يستطيعوا انهاء النزاعات الدولية بشكل قوي وموقف الاوروبيين تجاه موسكو يعتبر انحيازا للولايات المتحدةالامريكية التي تعتبر وراء انهيار السياسة الخارجية لاوروبا . ووصف عضو شئون السياسة الخارجية في البرلمان الالماني جيرت فايسكيرشين مؤتمر الاوروبيين الطارئ ببروكسل بأنه مؤتمر الضعفاء اذ لم يدعم الاوروبيون القدماء العضوية في الاتحاد مطالب الدول الحديثة العضو مثل دول بحر البلطيق التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق وبولندا والتشيك بضرورة مقاطعة روسيا اقتصاديا هذه المطالب التي كان فرنسا قد اقترحتها بداية الامر بدعم من بريطانيا الا انها عادت وتراجعت عن هذ الاقتراح لمعارضة المانيا مؤكدا حاجة الاوروبيين الماسة لروسيا ليس فقط كمحطة وقود بل من أجل شراكتها وتعاونها لمحاربة الارهاب وانهاء النزاعات الدولية الاخرى وبالتالي كسب الغرب لموسكو في مواجهة طهران وان اي سياسة عزل روسيا عن الصرعات الدولية ستبوء بالفشل وان الاوروبيين يرتكبون خطأ سياسيا اذا ما سعوا لعزل روسيا عن سياستهم . بينما وصفت صحيفة / لايبتسغير فولكس تسايتونغ / مؤتمر الاوروبيين بأنه مؤتمر عرض عضلات ضعيفة أمام دولة تحاول العودة الى المسرح الدولي من جديد مشيرة الى ان الاوروبيين الذين ساهموا بفقدان موسكو لهيبتها في العالم كانوا وراء العودة الى الحرب الباردة من جديد بسبب موافقة بولندا والتشيك العضوتين بالاتحاد الاوروبي اقامة قواعد صورايخ جديدة للامريكيين في اوروبا هذه السياسة الضعيفة كانت وراء خيبة امل لروسيا من الاوروبيين وبالتالي وراء ارسال رئيس جورجيا ميشيل ساكشفليلي جنوده الى استونيا الجنوبية لإثارة موسكو ومساعدة واشنطن لفرض هيمنتها على اوروبا . // انتهى // 1149 ت م