تواجه السلطات البلجيكية إشكالية متصاعدة الثقل على الصعيدين السياسي والأمني إضافة إلى تداعياتها الإنسانية والمتمثلة في التعامل مع طالبي الإقامة من المهاجرين غير الشرعيين الوافدين للبلاد والراغبين في تسوية أوضاعهم. ويواصل عشرات من الرعايا الأجانب حاليا في مدينة بروكسل والعديد من المدن البلجيكية الأخرى حركات احتجاجية باتت تمثل معضلة فعلية للحكومة الاتحادية ولمكتب شؤون الهجرة وللأجهزة الأمنية. وفيما يشن عشرات من طالبي الإقامة من الرعايا الأجانب حاليا إضرابا عن الطعام منذ عدة أيام فقد انضم زهاء ثلاثين من الرعايا البلجيكيين الليلة البارحة لهذه الحركة وبدأوا اعتصاما وسط العاصمة بروكسل للفت انتباه السلطات البلجيكية إلى هذا الجانب الحيوي من التعامل مع الهجرة الأجنبية. ويواصل ثلاثة من الرعايا الإيرانيين اعتصاما فوق رافعة ضخمة للبناء وسط العاصمة البلجيكية ويرفضون النزول أرضا حتى تستجيب السلطات لمطالبهم بتسوية أوضاعهم الإدارية ومنحهم تراخيص للإقامة والعمل. وأعلنت الحكومة البلجيكية أنها ليس بوسعها الرد على كافة مطالب المهاجرين غير الشرعيين الساعين لتسوية أوضاعهم حاليا والذين يفوق عددهم عشرات الآلاف بسبب كونها حكومة تصريف أعمال. وقال رئيس الحكومة البلجيكية ايف لوترم لتلفزيون /أر تي أل / إن حكومته ستبحث هذه المسألة خلال آخر اجتماع لها مقرر نهار غد الجمعة قبل فترة الإجازة الصيفية السنوية . وقال مكتب إدارة شؤون الهجرة إن تعليمات صدرت لسلطات الأمن بمراقبة الأماكن المحيطة بورش البناء والرافعات الضخمة المكرسة لشؤون البناء لمنع المهاجرين من ارتقائها وبدء مساومات مع السلطات وهي حالات تكررت في الآونة الأخيرة . ويناقش وزراء الداخلية والعدل لدول التكتل الأوروبي السبع والعشرين الذين بدأوا سلسلة من الاجتماعات اليوم الخميس في مقر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل سبل إحداث مزيد من التنسيق بين دولهم في إدارة شؤون الهجرة الأجنبية وإرساء قواعد وآليات موحدة لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين وضوابط ترحليهم إلى بلدانهم الأصلية. ومن المقرر أن يناقش الوزراء مسودة معاهدة أوروبية ملزمة لإدارة شؤون الهجرة واللجوء مستقبلا داخل الفضاء الأمني الأوروبي. وتدعو الرئاسة الدورية الفرنسية للتكتل إلى سن واعتماد إجراءات متشددة وملزمة لكافة الدول الأعضاء بخصوص هذا الملف. // انتهى // 1115 ت م