علقت الصحف المصرية الصادرة اليوم على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس الى المنطقة بقولها أنها زيارة الوقت الضائع رغم أنها تأتي في اطار جهود تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين مشيرة الى أن الزيارة جاءت قبيل إعلان السلطات الاسرائيلية عن بناء العديد من الوحدات السكنية في القدسالمحتلة كمقدمة إسرائيلية لنتائج الزيارة الأمريكيةالجديدة. وقالت أن المسعي الأمريكي يجيء في الوقت الضائع لن يثمر ولو خطوة واحدة في طريق المفاوضات خاصة بعد أن سدت حكومة أولمرت هذا الطريق بإعلان التوسع في استيطان الضفة وخاصة القدسالمحتلة قبيل وصول رايس للمنطقة بساعات مؤكدة إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لو كانت صادقة في مساعيها لدفع عملية السلام الخاضعة لإشرافها لكان عليها أن توفر الشروط اللازمة لدفع المفاوضات بإلزام الإسرائيليين بوقف الاستيطان وإنهاء الاعتداءات اليومية علي الشعب الفلسطيني وهي قادرة على ذلك بالنظر إلي شريان الحياة الذي يمتد من واشنطن إلي تل أبيب حاملاً التفوق العسكري والغطاء السياسي والعون الاقتصادي مما يساعد إسرائيل علي تثبيت الاحتلال واستمرار التوسع. واضافت قائلة لم يكن غريبا أن تتوالى عملية التراجع الأمريكي رويدا رويدا عن عملية السلام والأفق البعيد الذي كان مقررا الوصول إليه بإقامة الدولة الفلسطينية فهذه كوندوليزا رايس تحط رحالها في المنطقة تسبقها تصريحاتها بإنها وصلت إلي اقتناع بأنه لا يمكن التوصل إلي اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبهذه النتيجة المؤلمة تكون قد أقرت نهائيا بما كان يعرفه كل العقلاء في العالم العربي وهو أن هذه الإدارة لم تبذل أي مجهود طوال سنوات حكمها الثماني من أجل تحقيق عملية السلام وبالتالي لم يكن من حقها أن تنتظر ثماره وأن الأمر المؤكد هو أن الجهود الأمريكية الحالية التي تجري ما بين واشنطن وتل أبيب ورام الله ما هي إلا ذر للرماد في العيون. ورأت الصحف المصرية أن جولات كوندوليزا رايس ما هي إلا جهود قليلة متأخرة تأتي في الوقت الضائع ولا يمكن لأي مراقب محايد أن يشارك رايس ورئيسها جورج بوش أملهما في التوصل إلي اتفاق إطار لتسوية سلمية قبل نهاية العام الحالي مشيرة الى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية حاليا تمارس دورها بازدواجية وذلك على الرغم من أنها لا تريد التخلي عن سياساتها العدوانية ولا الولاياتالمتحدة تنوي الضغط عليها لوقفها عند حدها وتسهيل التوصل إلي تسوية لتبقى الدولة الفلسطينية مجرد وعد لم يتحقق والقدسالمحتلة مفتوحة أمام الاستيطان الاسرائيلي.