جسدت الدعوات الصادقة المتكررة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة وضرورة تعميق المعرفة بالآخر وتاريخه وقيمه جسدت مسعاه النبيل والرائد لتحقيق التفاهم والتعاون بين الأمم التي تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى . أكد ذلك حفظه الله في مناسبات عدة ومنابر متنوعة منها كلمته خلال استقباله رؤساء بعثات الحج العام 1428 ه حيث قال // إن الأديان السماوية وما أنزل على سيدنا إبراهيم من حنيفية سمحاء تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية ، وتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات . مبادئ الصدق ، والأمانة والتسامح ، والتكافل ، والمساواة ، وكرامة الإنسان ، والحرص على تلك اللبنة الأساس لكل مجتمع ألا وهي الأسرة ؛ فبدون الحرص على تماسك الأسرة والمحبة والاحترام وروح التضحية بين أفرادها ؛ بدون // الأسرية // ، لما كان هناك مجتمع متماسك ، ولفقدنا ذلك الخيط الذي يربط أوصال المجتمع // . وركز أيده الله على ما يجمع الأديان والمعتقدات والثقافات حيث قال // أدعوكم ، وأدعو كل من تصل إليه كلماتي هذه ، أيا كان أن نتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات ، وأن نؤكد على ما هو مشترك ، وأن نتمسك بمفاهيم الأخلاق والأسرة ، وأن نعود إلى الرب عز وجل . فبهذا نتجاوز خلافاتنا ، ونقرب المسافات بيننا ، ونصنع سوية عالماً يسوده السلام والتفاهم ، ويصبح التقدم والرخاء غرساً نقطف ثماره جميعنا // . ويعد الحوار مع أتباع الحضارات والثقافات العالمية نافذة واسعة يمكن أن يتحقق من خلالها التعريف بالإسلام وبالمبادئ الإنسانية التي جاءت بها رسالته للبشرية كافة وفي مقدمتها مبادئ السلام والأمن والتعايش والتعاون بين الشعوب والأمم فيما يصلح حال الإنسانية وتصحيح الصور المغلوطة عن الإسلام من خلال الاستماع إلى الآخر والوقوف على تصوراته حول الإسلام ومبادئه ومن ثم مناقشته وتعريفه بالصورة الصحيحة للإسلام والدفاع عن الشريعة الإسلامية . // يتبع // 1240 ت م