استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الرامية إلى تأصيل الحوار وتوجيهه ليكون وسيلة فاعلة في معالجة المشكلات الكبرى التي تعاني منها البشرية، وجسراً متيناً يحقق تعاون الدول والمنظمات والمجتمعات على اختلاف ثقافاتها فيما تجمتع عليه من قيم انسانية مشتركة، تحقق العدل والأمن والسلام البشري، وتجاوباً مع هذه المبادرة الكريمة تعقد رابطة العالم الإسلامي يوم الأربعاء المقبل المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بمكة المكرمة تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين. وبحضور لفيف من العلماء والمفكرين ، ليتدارسوا المرحلة الحوارية الجديدة وفق رؤية متكاملة لمشروع الأمة في القرن الحادي والعشرين، وقد وجهت الدعوة للمشاركة في المؤتمر إلى ما يزيد على 500شخصية يمثلون العلماء ورؤساء المنظمات والمراكز الإسلامية، والباحثين والإعلاميين من مختلف الدول الإسلامية. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أيها الإخوة الاعزاء ضيوف الرحمن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهنئكم بعيد الأضحى المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يتقبل من هذه الجموع الحاشدة حجتها، وأن يغمرنا جميعاً بفيض رحمته، وعظيم غفرانه، وواسع عفوه، وأن يمكن عباده الذين شهدوا بأن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، من القيام بمسؤوليتهم تجاه خالقهم ودينهم ثم تجاه انفسهم وأوطانهم وأمتهم والإنسانية جمعاء، تسامحاً وتواصلاً وعملاً وإعماراً. أيها الاخوة الكرام: في كل موسم حج نتأمل هذه المشاعر المقدسة والتي يلتقي على صعيدها حجاج بيت الله الحرام وقد أتوا من مشارق الأرض ومغاربها، وأرى فيهم الدنيا جميعها، بمجتمعاتها وثقافاتها وأعرافها وتقاليدها ومعتقداتها. أنظر فأرى الإنسانية قد تجمعت هنا، وأرى من خلالهم أنه مهما تعددت المشارب والألوان والأعراق فإننا على امتداد العالم أجمع بحاجة إلى أن نتذكر ما يجمعنا من قيم مشتركة، وما يربط بيننا من إيمان بالرب جل وعلا. أيها الإخوة الكرام: إن الأديان السماوية وما أنزل على سيدنا ابراهيم من حنيفية سمحاء تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية، وتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، مبادئ الصدق، والامانة، والتسامح، والتكافل، والمساواة، وكرامة الإنسان، والحرص على تلك اللبنة الأساس لكل مجتمع ألا وهي الأسرة، فبدون الحرص على تماسك الأسرة والمحبة والاحترام وروح التضحية بين أفرادها، بدون (الأسرية) لما كان هناك مجتمع متماسك، ولفقدنا ذلك الخيط الذي يربط أوصال المجتمع. أيها الإخوة الكرام: في هذه المناسبة الإنسانية العظيمة أدعوكم وأدعو كل من تصل إليه كلماتي هذه أياً كان أن نتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وأن نؤكد على ماهو مشترك، وأن نتمسك بمفاهيم الأخلاق والأسرة، وأن نعود إلى الرب عز وجل، فبهذا نتجاوز خلافاتنا، ونقرب المسافات بيننا، ونصنع سوية عالماً يسوده السلام والتفاهم، ويصبح التقدم والرخاء غرساً نقطف ثماره جميعنا. أيها الإخوة الكرام: مرة أخرى أهنئكم، وأرحب بكم إخوة أعزاء في وطن يفتح قلبه، ويشرع أبوابه للجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.