في ظل اتساع رقعة الاعتداءات الاسرائيلية خرقا للحدود اللبنانية الجنوبية والتي كان آخرها قيام ورشة عسكرية بفتح طريق عسكرية مقفلة منذ العام 2000 الى الغرب من بلدة الغجر الحدودية عند الضفة الشرقية لمجرى نهر الوزاني أثمرت الضغوط المكثفة التي بذلتها الجهات اللبنانية المعنية بالتعاون والتنسيق مع قيادة قوات الطوارئ الدولية المعززة العاملة في الجنوب اللبناني /اليونيفل/ خلال الساعات القليلة الماضية عن لجم هذا الاعتداء الإسرائيلي البري. فقد أفيد أن جيش الاحتلال الاسرائيلي قد رضخ للضغوطات المحلية والدولية وعمل على وقف الأشغال وسحب معداته وآلياته الى داخل بلدة الغجر المحتلة في ظل إجراءات عسكرية مكثفة اتخذتها مختلف الأطراف المتواجدة على جانبي الحدود في هذا القطاع خصوصا بعدما كاد الوضع في محور الغجر/ الوزاني أن يصل الى حد الانفجار لو لم يسارع جيش الاحتلال الى وقف العمل وسحب معداته. هذا وكانت قوات /اليونيفل/ قد لعبت دورا هاما ومفصليا في وقف التوتر عند هذا الحد حيث تقدمت باحتجاج شديد اللهجة لدى قيادة الاحتلال أعقبته اتصالات عاجلة وسريعة مع طرفي النزاع خصوصا بعدما تبيَّن أن الجيش الاسرائيلي قد راوغ وحاول خداع القوات الدولية عبر تسريبه معلومات مغلوطة بأن ما سيقوم به في محور الغجر لا يتعدى أعمال صيانة للسياج التقني الشائك عبر ورشة مدنية ليتبين لاحقا أن ما حصل مناقض تماما بل كان شق وتوسيع طريق بواسطة آليات ومعدات ثقيلة وورشة عسكرية. وعلى أثر تطورات الوضع الميداني في محور الغجر اتخذ الجيش اللبناني أعلى مستويات الاستنفار والتأهب ليتبع ذلك انتشار غير عادي على طول الخط الحدودي فيما دفعت القوات الدولية بقوة إضافية الى محيط الغجر وركزت آلية مدرعة عند مضخة الوزاني التي تغذي الغجر بمياه الشفة وغيرها من التدابير العسكرية الاسرائيلية كوصول آليات حربية وتحليق المروحيات الحربية واتخاذ الدبابات مراكز قتالية .