تعتبر اسبانيا من الدول الغربية التي تعرب عن موقف متحفظ من استقلال كوسوفا ويعود ذلك إلى تخوفها من شرارة الانفصال التي قد تنتقل إلى أقاليمها وخاصة في بلد الباسك وكاتالونيا. ومنذ أن ارتفع الحديث خلال الأسابيع الأخيرة عن انفصال كوسوفا عن صربيا حتى تطبيقه يوم أمس لم تهدأ الساحة السياسية الاسبانية من المقارنة .. ولاسيما بعدما أدلى الرئيس الروسي فلادمير بوتين بتصريحه منذ أيام قائلا / لماذا يؤيد الاتحاد الأوروبي انفصال كوسوفا في حين يصمت على حالات أخرى لشعوب لا ترغب في البقاء ضمن دولة واحدة مثلما يجري في اسبانيا / .. وذلك في إشارة إلى إقليمي / الباسك وكاتالونيا /. ووضع استقلال كوسوفا حكومة مدريد والمعارضة في موقف حرج للغاية .. فوزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس يرى أن /اسبانيا لن تؤيد أي عملية استقلال أحادية الجانب وتتعارض مع الشرعية الدولية / .. لكن في المقابل تؤكد مصادر حكومية أخرى أشارت إليها صحيفة // الموندو // أن مدريد ستساعد في بناء كوسوفا دون تأييد ذلك علانية ولن تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة الجديدة .. وبدورها ترى المعارضة الاسبانية أنه لا يجب تأييد استقلال كوسوفا. وزير الدفاع السابق خوسي بونو طالب بسحب القوات العسكرية الاسبانية المتواجدة في كوسوفا ضمن القوات الدولية .. وصرح / لا يمكن أن نرسل جنودنا لتعزيز الانفصال في كوسوفا /. وفي المقابل وجدت الحركات القومية الإقليمية في انفصال كوسوفا خير مساعد لها على تعزيز أطروحتها الانفصالية عن اسبانيا. فصرح رئيس حكومة إقليم بلد الباسك الذي يتمتع بالحكم الذاتي خوان إيباريتشي / استقلال كوسوفا درس يجب اتباعه من طرف الحكومات الأوروبية .. ونطالب بتطبيق ذلك في إقليم بلد الباسك حيث نريد الاستقلال عن اسبانيا / .. وصدرت تصريحات مماثلة من طرف سياسيين في إقليمي / كاتالونيا وغاليسيا /. ويبقى الرأي السائد في هذا البلد الأوروبي أن شرارة الانفصال التي ستترتب على انفصال كوسوفا بدأت تصيب اسبانيا حيث تقوي موقف الحركات القومية وتضعف موقف الحكومة. // انتهى // 1214 ت م