اكد رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة ان لقائه مع الرئيس المصرى حسنى مبارك اليوم كان فرصة للتشاور والاستفادة من خبراته الواسعة ازاء العديد من المسائل التى يمر بها لبنان حاليا خاصة فى ضوء تأخر تنفيذ الاستحقاق الرئاسى فى لبنان. وقال السنيورة في تصريح له اليوم عقب اللقاء ان المشاورات تناولت عددا من القضايا الاقليمية الاخرى وفى مقدمتها الوضع فى غزة .. معربا عن رفض بلاده لسياسة العقاب الجماعى التى تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطينى فى غزة. واوضح ان المشاورات تطرقت ايضا الى ما نتوقعه من تحرك عربى ودولى من اجل ادانه ما تقوم به اسرائيل والعمل على وقف الحصار الحالى الذى يؤدى لمزيد من الضغط على الشعب الفلسطينى .. مؤكدا ادانه الحكومة اللبنانية لهذا السلوك الاسرائيلى. واضاف رئيس الوزراء ان المحادثات تناولت كذلك العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان وسبل تعميق العلاقات الاقتصادية لاسيما مايتعلق بتزويد لبنان بالغاز الطبيعى المصرى من خلال الخط العربى للغاز الذى يمر عبر الاردن وسوريا .. مشيرا الى ان هذا المشروع يحقق فوائد اقتصادية لكافه الاطراف فضلا عن كونه يمثل نمطا مهما لتجميع اهمية التعاون العربى المشترك فى المجال الاقتصادى. وحول مصير المبادرة العربية الخاصة بلبنان وامكانية ادخال بعض التعديلات عليها قال رئيس الوزراء اللبنانى ان المبادرة تنطلق من اهمية تنفيذ الاستحقاق الرئاسى لانه ليس من المقبول ان يستمر لبنان بدون انتخاب رئيس جديد للجمهورية والذى يستطيع ان يسهم من خلال دوره الدستورى الهام فى النظام السياسى اللبنانى فى اعادة عمل المؤسسات الدستورية .. مؤكدا ان عودة المجلس النيابى المعطل منذ 15 شهرا للعمل ستسهم فى تحقيق الحوار بين اللبنانيين وبالتالى تشكيل الوزارة. ووصف السنيورة المبادرة العربية بانها هى الامر الجدى المطروح على الساحة للاسهام جديا فى مساعدة اللبنانيين على الخروج من هذا الوضع الصعب. وعن الجهة المنوط بها تفسير المبادرة العربية بعد اختلاف القوى اللبنانية على بعض المصطلحات الواردة بها قال السنيورة ان الجهة التى وضعت المبادىء وهى الجامعة العربية هى اولى الجهات بتفسيرها وذلك اغلاقا لباب التفسيرات المختلفة من هنا ومن هناك .. موضحا ان المبادرة العربية تنطلق اساسا من الدستور اللبنانى ومن المفاهيم والمبادىء الاساسية التى تحكم الحياة السياسية فى لبنان كما انها لاتمكن الاكثرية من ان يكون لديها العدد الذى يمكنها من فرض اى قرار فى نفس الوقت الذى لاتمكن فيه المعارضة من ان يكون لديها القدرة على التعطيل. واعتبر السنيورة ان المبادرة العربية هى بمثابة اقتراح جدى ورصين .. مؤكدا انه لايزال ينظر الى هذه المبادرة باعتبارها اولوية تحقق مصلحة لبنان ككل وتتيح الفرصة لعودة عمل المؤسسات الدستورية والسياسية. واكد ان الاولوية فى لبنان يجب ان تظل لانتخاب رئيس جديد للبنان .. وقال ان الاغلبية فى لبنان قد مدت يدها وابدت استعدادها للتعاون بحيث لايكون هناك غلبة لاحد على احد وانما تظل الاغلبية هى للبنان ولعودة لبنان لجميع اللبنانيين. وفيما يتعلق بالبديل فى حالة فشل المبادرة العربية قال السنيورة ان غير ذلك سيقود لبنان الى مواطن الخطر والفتنة والتشنج وانه ليس امام اللبنانيين سوى الجلوس مع بعضهم البعض لانه لايمكن للاوضاع ان تستمر على هذا النحو خاصة فى تعطيل مجلس النواب وعدم انتخاب رئيس جديد .. مؤكدا انه لايرى بديلا عما قدمته المبادرة العربية وداعيا كل الاطراف الى ضرورة فهم هواجس واراء الاخرين والعودة لمفهوم الحوار. //يتبع// 1812 ت م 1512 جمت NNNN 1826 ت م