تستلم دولة سلوفينيا الواقعة في منطقة البلقان اليوم رسميا الرئاسة الدورية للتكتل الأوروبي ولمدة ستة أشهر وسط تساؤلات جدية بشان قدرتها على الرد على عدد من التحديات المحددة والهامة التي تواجه العمل الاوروبي المشترك. وتتسلم سلوفينيا الرئاسة الاوروبية خلفا للبرتغال بشكل رمزي مطلع العام الجاري. وقالت المفوضية الاوربية في بروكسل ان رئيس الجهاز التنفيذي الاوروبي جوزيه مانويل باروزو وكافة أعضائها توجهوا الى لوبليانا عاصمة سلوفينيا بهذه المناسبة للاجتماع مع أعضاء الحكومة السلوفينية والوقوف على خطة تحركها الاوروبي خلال النصف الاول من العام الجاري. وتعتبر سلوفينيا التي كانت تنتمي للاتحاد اليوغسلافي السابق أول دولة من الدول الشرقية التي أنضمت عام 2004م تتلوى الرئاسة الأوروبية. وتواجه الرئاسة السلوفينية العديد من التحديات الجدية على الصعيد الأوروبي داخليا وخارجيا وفي مقدمتها على الإطلاق الدفع بالمصادقة على إتفاقية الوحدة الأوروبية التي تم التوقيع عليها في ديسمبر الماضي في لشبونة بالبرتغال من جهة و حلحلة ملف إقليم كوسوفا المتنازع عليه بين الصرب والالبان من جهة اخرى. وأقرت الدول الأوروبية خلال قمة بروكسل يوم 14 ديسمبر الماضي بصعوبة الابقاء على الوضعية الحالية لكوسوفا خاصة على ضوء توجه العديد من الدول الأوروبية للاعتراف باستقلاله ومن جانب واحد خلال الفترة القليلة المقبلة. وتريد سلوفينيا المتهمة بانتهاج موقف مناهض لصربيا منذ التسعينات تجنب مواجهة مع بلغراد وتحويل مسالة كوسوفا الى ملف توتر جديد في مجمل منطقة البلقان. ويبدو هامش سلوفينيا في هذا الملف وفي الملفات الأوروبية المطرحة الاخرى مثل تحرير قطاع الطاقة على وجه التحديد اكثر من محدود وضيق. وتعارض اسبانيا وقبرص واليونان بشكل مفتوح وعلني أي توجه استقلالي لكوسوفا فيما تعرض المانيا وفرنسا الخطط الاوروبية المعتمدة من قبل المفوضية الأوروبية لتحرير قطاع الطاقة وخاصة بشان الشق الحاص بالفصل بين أنشطة المؤسسات الأوروبية في هذا المجال أي الفصل بين التوزيع والإنتاج. وهو ما ينذر بمواجهة فعلية بين الأطراف الأوروبية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. اما بشان الجانب الاقتصادي النقدي من اداء الرئاسة السلوفينية فانه يبدو أكثر من منعدم بسبب تداعيات إرتفع أسعار اليورو واثره على اداء منطقة الوحدة النقدية الى جانب ارتفاع اسعار المحروقات والمواد الاولية وعدم قدرة دول التكتل على لجم التضخم بالدرجة الاولى. ولم تضع سلوفينيا في مقدمة اهتماماها الدولية بشكل صريح الوضع في الشرق الاوسط اوالسياسية المتوسطية وغيرهما من الملفات التقليدية ومقرة بذلك بتواضع طموحات رئاستها للتكتل الاوروبي . // انتهى // 1251 ت م