تواصلت عودة الحجاج اللبنانيون من الديار المقدسة الى بيروت ومن ثم الى مدنهم وقراهم وبلداتهم من أقصى شمال لبنان الى جنوبه بعد أن أدوا شعائر ومناسك حجهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة . وقد شهد مطار رفيق الحريري الدولي حركة إزدحام كبيرة لتوجه العائلات بغالبية أفرادها لإستقبال أهاليهم من حجاج بيت الله الحرام بالأهازيج والزغاريد وإطلاق الأسهم النارية والمفرقعات غير المؤذية وهذه مظاهر فرح عارمة إعتاد اللبنانيون على إحيائها بكل مواسم الحج في السنوات الماضية وحتى اليوم كما يقوم الأهالي بنقل حجاجهم بسيارات فاخرة الى منازلهم حيث يستقبلهم فيها بقية أفراد العائلة والأهل والجيران والأصحاب أما في القرى فإن المستقبلين كثر ليس من سكان قرية الحاج بل يأتي سكان قرى مجاورة آخرين لإتمام عملية الإستقبال . ويرفع أهل الحاج على مداخل المباني اليافطات المرحبة بقدوم الحاج ومرافقيه ورفع الزينات الورقية والمضاءة وسعف النخل وهي عادات ومظاهر دأب اللبنانيون على الدوام على إحيائها كنوع من أنواع التقاليد والأعراف المتوارثة جيلا عن جيل. ومن العادات التي لا يزال اللبنانيون يحييونها بعد استقبال الحجاج إقامة المآدب والولائم العامرة يدعى اليها أفراد العائلة والأهل فضلا عن الجيران والأصحاب المقربين وعند دخول الحاج مدخل البناية التي يسكن فيها تنحر له الخراف وتطلق له الزغاريد وفي بعض الأحيان يزف بالمعازف والطبول والآلات الموسيقية غير الوترية . ويبقى الحاج بما يقارب الأسبوع في منزله لاستقبال زائريه من الأهل والجيران والأصحاب الذين عادة ما يقومون بتقديم الهدايا الى الحاج الذي قام بتأدية الفريضة المباركة ويبادله الحاج أو الحاجة بدورهما بتقديم الهدايا لهم كالمسابح وسجادات الصلاة والعطورالخالية من الكحول أوالعباءات أو أخمرة الصلاة للنساء والتمور ويسقيهم من ماء زمزم الذي استقدمه معه من مكةالمكرمة كما يقوم بتقديم القهوة العثمانية أوالعربية بالهال فضلا عن بعض الحلويات كالشوكولا كما يقوم الحاج بعد إنتهاء إستقبالاته التي قد تستمر لنحو عشرة أيام بمزوالة عمله كالمعتاد. // انتهى // 1346 ت م