استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قصره بالرياض مساء امس أصحاب السمو الملكي الأمراء أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وأبناء وأحفاد الراحلين منهم يرحمهم الله. وقد استهل الاستقبال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم . ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الكلمة التالية : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد : إخواني وأبنائي أبناء الملك عبدالعزيز وأحفاده : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : نحمد الله الذي مكن الملك عبدالعزيز يرحمه الله من تحقيق أول وحدة عربية ، فكانت المملكة العربية السعودية أطهر بقاع الأرض . يومها تصدى القائد العظيم لمسؤولياته الجسام على امتداد تاريخه الحافل بالمنجزات ، معاهداً ربه جل جلاله على إحقاق الحق والعدل والمساواة ، والعمل بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى، وهي عقيدة لا نجامل فيها ، ولا نزايد عليها ، فكان شرع الله دستور البلاد وعزها . أيها الإخوة والأبناء : لقد أنعم الله تعالى علينا بنعم كثيرة ، ومن أعظمها بعد نعمة الأمن والإيمان مظاهر الحب التي نشعر بها من أبناء الشعب السعودي بكل فئاته ، وهي محبة لها المنزلة الأولى في نفوسنا، نعتز بها وندفع عنها كل أمر قد يكدر صفوها ، فنحن من هذا الشعب وهم منا لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وجميعنا نشترك بكل اعتزاز بشرف المواطنة والانتماء بعد الله جل جلاله لهذا الوطن . أقول ذلك إدراكا مني بأن الأمم برجالها ونسائها ، ورجال هذا الوطن هم المخلصون من أبنائه في كل المجالات ، ومن هؤلاء علماؤنا الأفاضل الذين نحمل لهم كل التقدير ، وكانوا بعلمهم عوناً لنا بعد الله ، ونعني بذلك علماء العقل والفكر والعقيدة . أيها الإخوة والأبناء : لقد أوصانا الملك الموحد عبدالعزيز يرحمه الله بتقوى الله وإحقاق العدل ، وأوصانا بأن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً ، ولا يكون ذلك إلا بترجمة ذلك على الواقع لاسيما الحرص التام على أن نرتقي بأي خلاف إلى مرتبة الحوار والنقاش بكل شفافية فيما بيننا، وأن لا نسمح لأحد بأن يتدخل في أمورنا الخاصة ، وإني لعلى ثقة إن شاء الله بأنكم جميعاً تدركون ذلك وتعملون به . ختاماً أسأل الله جل جلاله لي ولكم التوفيق والرضى ، وأن يثبتنا على طاعته : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) . وتذكروا أن لا عزة لكم إلا بالدين ولا شرف إلا خدمة الوطن ولا عزيمة إلا بالصبر والعمل . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . // يتبع // 0851 ت م