أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني في مداخلة له اليوم أمام المشاركين في المؤتمر الاستثنائي لوزراء الثقافة العرب أن الإعلان عن تأسيس سجل عربي لتدوين الآثار المتناثرة في الوطن العربي بصفتها تراثا عربيا معترفا به أصبح ضرورة يقتضيها تطورالبحث العلمي والوضع المزري الذي تعانيه هذه الآثار جراء الإهمال من جهة وحملات التشويه والنهب والسرقة المنظمة التي تستهدفه من جهة ثانية فضلا عن كون ذلك مسؤولية ينبغي أن يتحملها الجميع. واستنكر الوزير مدني ما يتعرض له التراث والآثار العراقية قائلا /إن التحف المسروقة من متحف بغداد والنهب المنظم الذي استهدف هذه المؤسسة الحضارية يؤكد الحملة الشرسة التي يتعرض لها التراث الثقافي كعامل من أهم عوامل الشخصية الثقافية العربية/ وبغرض تدارك الأوضاع طالب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم القيام بدراسة تستهدف الكشف عن القائمين وراء نهب واستلاب الكنوز الأثرية والثقافية التي كان يزخر بها متحف بغداد .. مؤكدا أن مثل هذا العمل هو في واقع الأمر وثيقة أخلاقية بين أيدي العرب والعالم أجمع حتى ولو لم يتمكن العرب من استرجاع التراث العراقي المنهوب. كما شدد معالي وزير الثقافة والاعلام على ضرورة وأهمية الاستفادة من التقرير العلمي والتقني الميداني الذي تم إنجازه بالاعتماد على التحري العلمي والتنقيب الفعلي بالأراضي الفلسطينية من قبل فريق عمل من الخبراء والعلماء الأتراك المتخصصين في علم الآثار الذي أكد عدم وجود أي علاقة لليهود بالقدس الشريف. وقال /إن امتلاك هذا التقرير له من الفوائد ما يساعد العرب على تقديم الدليل العلمي والحجة الدامغة لإفشال المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد مدينة القدس الشريف ومحاولة تسجيلها ضمن قائمة التراث الإسرائيلي العالمي/. واعتبر المشاركون المقترحات السعودية التي طرحها الوزير إياد مدني على المشاركين أفكارا جادة يمكن أن تساعد على تطويق الخطر الذي يستهدف الآثار والتراث العربي عموما. وأعلن الوزير إياد بن أمين مدني أن المملكة على استعداد لتقديم العون اللازم والدعم المطلوب للمساهمة في حماية التراث العربي مؤكدا أن ذلك يعد من صميم المسؤولية الملقاة على العرب جميعا للحفاظ على هويتهم وشخصيتهم وحمايتها من التشويه والاستلاب. وعد إدراج المقترحات السعودية ضمن توصيات المؤتمر بعد أن حظيت بالقبول الجماعي أمرا له ما يبرره وموقفا من شأنه دعم الجهد العربي المشترك لمواجهة الخطر المحدق بالتراث الذي تزخر به البلدان العربية من المحيط إلى الخليج. // انتهى // 1403 ت م