اعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن رفضها لمشروع اقترحه مجلس الشيوخ الامريكي لتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات كسبيل لتعجيل انسحاب القوات الامريكية منه . وقالت انه من حسن الحظ أن الإدارة الأمريكية لا توافق على مشروع مجلس الشيوخ بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات على أساس طائفي وإلا لكان ذلك أدى إلى ارتكاب حماقة جديدة وكارثية تسرع بتفتيت العراق وقيام حرب أهلية واسعة النطاق بين فئاته التي سيسعى كل منها للحفاظ على حقوق أبنائه على الأقل. واضافت تقول ان الغريب أن ياتى الاقتراح من مجلس تشريعي من المفروض أنه يضم شيوخ السياسة وحكماءها ويقلبون الأوراق والاقتراحات على كل وجوهها ويعملون بمثابة/ فرملة /لكبح اندفاع الحكومة ومنعها من التورط في عمل يضر بمصلحة البلاد مشيرة الى انه بدلا من أن يقوموا بدورهم الرقابي والكابح لتهور الحكومة نجدهم أنفسهم يندفعون إلى الموافقة على اقتراح لهم بتقسيم العراق بدعوى أن ذلك سيحل مشكلة العنف ويسمح بسرعة عودة القوات الامريكية الى بلادها. واعتبرت الصحف أن أعضاء الكونجرس خاصة مجلس الشيوخ يعلمون جيدا أن أمرا مثل هذا هو من حق العراقيين فقط وليس من حق المحتلين الأمريكيين لأراضيهم الا اذا كان الكونجرس قد اعتبر العراق ولاية أمريكية جديدة والزعم بأن هذا سيساعد على سرعة انسحاب القوات الأمريكية هذا ليس مبررا . واكدت انه على الذين ورطوا هذه القوات في العراق أن يبحثوا عن سبيل آخر للإسراع بانسحابها بدلا من تمزيق الشعب العراقي مشيرة الى ان رفض الشعب العراقي وحتى حكومته الموالية للولايات المتحدة لهذا الاقتراح أكبر رد على جهابذة مجلس الشيوخ. واشارت الصحف الى ان الادارة الأمريكية لا تستطيع بالأسف أو حتى الاعتذار ان تزيل عار غزو دولة عربية كبرى تحت ذرائع ثبت انها مزورة وقتل نحو مليون من أبنائه وتشريد 4 ملايين آخرين والايقاع بين فصائله والتفرقة بينهم لاشعال حرب أهلية يجد فيها الاحتلال مبررا للبقاء وتنفيذ مشروعات التقسيم على النحو الذي جرى بالأمس في الكونجرس الأمريكي ووجد صداه بالترحيب بالتقسيم من برلمان الاقليم الكردي مما يوحي بأن خطر التقسيم أصبح أقرب مما كان في أي وقت مضي. ورات الصحف المصرية ان الحل الوحيد للمأزق السياسي والأمني الذي يعيشه العراق ومستقبله هو تحقيق المصالحة الوطنية والتصدي للتدخل الخارجي وعلى العراقيين التطلع إلى عراق موحد ومستقل أرضا وشعبا والتمسك بثوابت الموقف الوطني ورفض هذه الوصفة الطائفية والعرقية وطمس الهوية العربية .